بريق الذهب، أسباب وتوقعات

الخبيره ليلي عيد

حقق الذهب ارتفاعاً بحدود 18% منذ بداية العام الحالي ليتداول قريباً من المستويات 1800 دولار للأونصة وهو أفضل مستوى له منذ عام 2011، علماً بأن أعلى سعر لأونصة الذهب تاريخياً هو 1920 دولار وكان ذلك بشهر أيلول 2011، ولذلك رغم أن سنة 2020 تعتبر الأسوأ للإقتصاد العالمي ولكنها تعتبر إيجابية جداً للذهب بل وتعتبر الأفضل تقريباً خلال السنوات العشر الأخيرة، لذلك دعونا نستعرض ولو بشكل مختصر وسريع أسباب هذا الإرتفاع والعوامل التي قد تؤثر على حركة الأسعار القادمة.

طبعاً من أهم أسباب ارتفاع الذهب هو التأثير السلبي لفيروس كورونا على الإقتصاد العالمي مع شبه إجماع عالمي على إن التعافي سيستغرق طويلاً، حيث أوجد فيروس كورونا حالة عدم يقين وقلق أدت إلى تراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية ليشجع كثيراً الطلب على الذهب كسلعة ملاذ آمن.

كما تلقى المعدن الأصفر دعماً مهماً من تقارير صندوق النقد الدولي آخرها توقع حدوث إنكماش للإقتصاد العالمي بنسبة 4.9% لعام 2020 بعدما كانت توقعاته تشير إلى إنكماش بنسبة 3%، في وقت نستمر بسماع أخبار سلبية عن كبرى الشركات العالمية متعلقة بإغلاقات أو انهاء خدمات لألاف الموظفين، ويضاف لذلك تقارير منظمة الصحة العالمية التي دائما تحذر من تسارع وتيرة تفشي فيروس كورونا.

ولكن ماذا عن التوقعات، إستمرار الإتجاه الصاعد للاسهم وإستمرار تراجع عائد السندات تبقى النظرة متفائلة لصالح الذهب لتحقيق المزيد من المكاسب، وكذلك القلق من الزيادة المستمرة في أعداد الإصابات من موجة ثانية لكورونا من دون إيجاد لقاح من العوامل المهمة التي تشجع إستمرار إرتفاع أسعار الذهب، ولكن بالمقابل تراجع أسواق الأسهم سيعزز ويشجع الطلب على الدولار وبالتالي سيكون عامل ضغط واضح على الذهب.

وأخيراً فأن التوترات الجيوسياسية هنا وهناك قد يعزز الطلب على الذهب خاصة توترات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وكذلك التهم المتبادلة بين الصين ودول تعارض قانون الأمن القومي الذي فرضته الصين في هونج كونج، وبالتالي نترك القرار لك عزيزي القاريء فيما لو كانت العوامل السابقة مناسبة لتحقيق أرقام قياسية جديدة للذهب أو أن الصعود الحالي لن يستمر طويلاً.

Scroll to Top