مؤشرات تعافي الإقتصاد في ألمانيا تظهر بشكل ملحوظ
ستوك نيوز – عقب انهيار غير مسبوق في الاقتصاد في ألمانيا الربيع الماضي بسبب تداعيات جائحة كورونا، يرى المعهد الألماني للبحوث الاقتصادية “دي آي دابليو” أن مؤشرات على التعافي تتنامى بشكل ملحوظ.
وأكد المعهد في برلين أمس أن العلامات على التعافي واضحة، حيث من المتوقع خلال الفترة من تموز (يوليو) حتى أيلول (سبتمبر) المقبل أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي 3 في المائة، مقارنة بالربع السابق له، الذي من المتوقع أن يسجل تراجعا في فئة العشرات.
ووفقا لـ”الألمانية”، من المنتظر أن يعلن مكتب الإحصاء الاتحادي اليوم الخميس، بيانات محددة عن الناتج المحلي الإجمالي في ألمانيا خلال الربع الثاني من هذا العام.
وأوضح كلاوس ميشلسن الباحث الاقتصادي أنه على الرغم من النمو القوي مجددا الآن، فمن المحتمل أن يستغرق الأمر عامين قبل أن يتم تعويض الركود التاريخي الذي حدث في الربيع.
ويعتقد ميشلسن أنه إذا لم تكن هناك موجة ثانية من الإصابات، فمن الممكن توقع نمو تعويضي قوي، مشيرا إلى تنامي التوقعات بأن تعاني الصادرات الألمانية الانكماش الاقتصادي في عديد من البلدان.
بدوره عد بيتر ألتماير وزير الاقتصاد الألماني ارتفاع الإصابات الجديدة بفيروس كورونا المستجد “إشارة تحذيرية مهمة”.
وقال ألتماير في تصريحات صحافية أمس: “لقد تحسنا على المستوى الاقتصادي خلال الأسابيع الأخيرة على نحو فاق توقعات كثيرين، النهوض يتضح بالفعل وستزداد سرعته في النصف الثاني من هذا العام، لكن كل شيء يخضع لصحة الإنسان، ولهذا السبب يقلقنا عدد الحالات”.
وأضاف الوزير: “أنا على قناعة تامة بأنه من الممكن عبر إجراءات حاسمة من الولايات الألمانية والإدارات الصحية والأطباء والمستشفيات أن ننجح في كبح هذا الارتفاع، دون الاضطرار إلى إغلاق واسع النطاق مجددا”.
وأكد أن هذه مسؤولية الحكومة تجاه الوظائف والاقتصاد والصحة، التي يتعين العمل عليها معا، مضيفا: “هذا يعني أنه يتعين علينا العمل الآن معا خلال العطلة الصيفية على الحيلولة دون تحول التطور غير المريح لبعض أعداد الإصابات إلى اتجاه مثير للقلق”.
وذكر ألتماير أن الهدف هو أن يكتسب النهوض الاقتصادي زخما واضحا في الخريف المقبل، وقال: “بدءا من تشرين أول (أكتوبر) المقبل تقريبا قد يكون ذلك مرئيا في كل مكان”.
وأكد أن التوقعات الاقتصادية الإيجابية تزداد بالفعل حاليا لدى عديد من المسؤولين، وهذه علامة جيدة، نريد أن تظل الدولة شريكا يعتمد عليه في المستقبل أيضا، لذلك سنتحدث في الخريف حول كيفية المضي قدما مع دعم العمل بدوام جزئي ودعم الشركات المتضررة. وأعرب عن توقعه من التمكن من الحيلولة دون حدوث موجة إفلاس كبيرة عبر التصرف الحاسم.
وعن حزمة المساعدات المخطط لها بالمليارات من الاتحاد الأوروبي، قال ألتماير: “نريد أن يقف الجميع على أقدامهم مجددا، وفي أسرع وقت ممكن، لذلك فإن من مهام الرئاسة الألمانية (لمجلس الاتحاد الأوروبي) العمل على إتمام المفاوضات مع البرلمان الأوروبي سريعا حتى يمكن أن تتدفق الأموال”.
وأوضح أنه يتعين استخدام هذه الأموال بطريقة يمكن بها تأمين أكبر عدد ممكن من الوظائف وتوفير فرص عمل جديدة.
يذكر أن رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اتفقوا أخيرا على برنامج استثمارات وتحفيز اقتصادي ضخم، يتضمن 390 مليار يورو كمنح غير قابلة للاسترداد و360 مليار يورو كقروض.
إلى ذلك تشير التوقعات إلى أن تداعيات الجائحة ستستمر وستظهر آثارها على الشركات الألمانية في الصين لفترة أطول مما كان متوقعا من قبل، إذ يقول أولف راينهارت رئيس غرفة التجارة الألمانية في الصين، خلال طرح نتائج أحدث استطلاع بين الشركات الألمانية الأعضاء في الغرفة في بكين أمس، إن عودة الأعمال إلى مستوى ما قبل الأزمة قد يتأخر إلى العام المقبل.
وأظهر الاستطلاع أنه بينما ترى نحو ثلاثة أرباع الشركات تعافيا في قدراتها الإنتاجية، فإن عدم اليقين فيما يتعلق بالطلب والمبيعات لا يزال كبيرا.
وقال راينهارت: “50 في المائة، من الشركات الألمانية، التي شملها الاستطلاع في الصين تتوقع تراجعا في المبيعات في فئة العشرات هذا العام، هذا رقم مقلق، مشيرا إلى أن أكبر تحديات تواجهها الشركات الألمانية في الصين، هي القيود المفروضة على السفر إلى هناك ومشكلات تدفق الأموال”.
وترى غرفة التجارة أن الصين، بصفتها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تضطلع بدور محوري في تعافي الاقتصاد العالمي.
يذكر أنه تم اكتشاف أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد في الصين مطلع كانون أول (ديسمبر) الماضي، وتمكنت الصين من السيطرة على الجائحة إلى حد كبير منذ آذار (مارس) الماضي، بينما تفشت الجائحة في عديد من الدول في ذلك التوقيت.
وعلى خلفية أزمة كورونا والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تشعر الشركات الألمانية بالقلق أيضا من الاتجاهات نحو فصل التشابك بين الدول الاقتصادية وآثار ذلك في سلاسل التوريد العالمية.
وسجل معهد “روبرت كوخ” الألماني لمكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية أمس، 684 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ألمانيا خلال يوم واحد، استنادا إلى بيانات الإدارات الصحية المحلية.
وبحسب بيانات المعهد، يصل بذلك إجمالي عدد حالات الإصابة بالفيروس في البلاد إلى 206 آلاف و926 حالة، فيما وصل عدد حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بالفيروس حتى أمس إلى 9128 حالة، بزيادة ست حالات عن أمس الأول.