إذا كنت مستثمراً في الأسهم.. إليك الطريقة المثلى للتعامل مع موجات الهبوط
تتعرض بعض أسواق الأسهم العالمية والعربية لموجة من جني الأرباح والتصحيح الفني الطبيعي الذي قد يستمر لعدة جلسات قادمة وسط ظهور عمليات بيعية وتبادل المحافظ الكبرى لبعض المراكز تزامناً مع ظهور محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي أكد أن الأعضاء ناقشوا إمكانية خفض مشتريات الأصول في وقت لاحق من هذا العام، بالإضافة إلى عودة النفط للهبوط مع تزايد المخاوف من انتشار المتحور دلتا في مقابل متابعة حملات التطعيم.
ويرصد “معلومات مباشر” في السطور التالية نصائح بعض خبراء الاستثمار التي ربما تساعد المتعاملين الصغار إلى التعامل الصحيح في ظل عدم الاستقرار على وتيرة واحدة بأسواق الأسهم وخصوصاً بالمنطقة.
توجه المستثمر
يقول أيمن أبو هند خبير الاستثمار، والمؤسس ومدير الاستثمار بشركة “أدفايزبول هولدينج”، لـ”معلومات مباشر”: “على حسب توجهاتك في إدارة أموالك الخاصة تتخذ قرارك حال تعرض الأسواق لموجة تصحيح فني وجني أرباح طبيعية، وكمتداول إذا كنت تتبع سياسة السعر أولاً ومتعلق بانخفاضه وارتفاعه فبالتالي يتوجب عليك الخروج المؤقت والعودة لاختيار الأسهم التي انتهت من مرحلة الهبوط وذلك يتم اكتشافه عن طريق مستشار محفظتك أو نظرتك الفنية لرسومات الأسهم المنتقاة لديك”.
وأشار إلى أنك إذا كنت مستثمراً متوسط الأجل أو طويل الأجل فبالتالي يتوجب عليك الثبات بمراكزك بالأسهم المختارة بعناية من قبل حتى تنتهي فترة جني الأرباح والتي أراها بالسوق المصري لن تتجاوز الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع على الأكثر.
هبوط مؤقت
ومن جانبها، ترى حنان رمسيس، الخبيرة الاقتصادية لدى شركة “الحرية لتداول الأوراق المالية”، لـ”معلومات مباشر”، أنه يجب خلال موجة جني الأرباح عدم الاستعانة بالمديونية أو الهامش ومن الممكن الاحتفاظ بمراكز الأسهم حتى تنتهي فترة الهبوط المؤقت الحالية، لافتة إلى أن كل تصحيح يتبعه صعود.
وأشارت إلى أن السوق المصري بخلاف أسواق المنطقة بوجه عام استطاع تغيير مساره من هابط إلى صاعد وقد رأينا أسعار أسهم لم نكن نتوقع صعودها إلى هذا القدر مثل أسهم قطاع العقارات.
ولفتت إلى أن مناخ الاستثمار بالسوق المصري في الوقت الحالي جيد بسبب هدوء المخاوف الخاصة بسد النهضة والإعلان عن طرح العاصمة الإدارية وبحث تبسيط قواعد القيد والإدراج والطرح للتنشيط، مؤكدة أن كل هذه العوامل تنبئ بعودة قوية للبورصة في وقت قريب.
تصحيح طبيعي
وبدوره، أوضح محمد عبدالهادي، مدير شركة “وثيقة” لتداول الأوراق المالية لـ”معلومات مباشر”، أن تعرض الأسواق العالمية والعربية إلى موجة تصحيحية أمر طبيعي يأتي بعد تحقيق مؤشراتها ارتفاعات كبيرة خلال الفترة السابقة.
وأشار إلى أن هناك احتمالية هبوط للبورصات العالمية والأمريكية على الأخص لعدة عوامل منها التضخم المرتفع وذلك بعد قرارات سيادية بطباعه النقود (التيسير النقدي) لمواجهه آثار الركود الاقتصادي.
وأوضح أن ذلك سيكون له تأثير سلبي علي بورصات المنطقة فيما بعد مما سوف يلوح بالأفق أن يتم رفع الفائدة الفيدرالي وبالتالي تتأثر كافة البورصات. ونصح المستثمرين في تلك الفترة أن يتم البيع التدريجي مع الاحتفاظ بنسبة سيولة تقدر بنحو 30% على الأقل لمواجهة أي انهيارات قادمة مع البيع وارتفاع النسبة تدريجياً للتأكد من الحركة التصحيحية.
مخاطرة شديدة
بدوره، نصح أحمد معطي، المدير التنفيذي لشركة في أي ماركتس في مصر، أنه في حالة تعرض استثماراتك بأسواق المال للهبوط فأنصحك كمستثمر أولا بعدم الاعتماد على الاقتراض بمتاجرتك بالأسهم, بالاضافة عدم الدخول في اسواق المال من البداية الا بدون وجود علم وخبرة بأسواق المال لانها مجال شديد المخاطرة.
وِأشار الى أنه يجب الاعتماد على خطة محكمة لادارة راس المال والتي من خلالها ستقلل من المخاطر الناتجة عن التصحيحات أو تراجع السوق خاصة في حالة انك اعتمدت على استخدام خاصية وقف الخسارة والتي ستمكنك من وقف نزيف الخسائر والدخول بسهولة مرة اخرى في استثمارات جديدة, لافتا إلى أنه في حالة تراجع السوق فعليك بمتابعة الاخبار والقوائم المالية للشركات ونتائج الارباح جيدا لمعرفة هل هذا الهبوط ناتج عن سبب جوهري ام لا , والاعتماد على الدعوم القوية لامكانية تعزيز استثماراتك مرة اخرى والشراء من مناطق منخفضة الاسعار.
الملاءة المالية
ومن جانبها، أكدت أمل سليمان، خبيرة سوق المال، أن أسواق الأسهم لا يجب أن يتم التعامل معها بشكل عشوائي فهي تحتاج إلى دراسة السهم مالياً وخبرياً وفنياً، وكذلك المناخ الاقتصادي الذي تعمل الشركات تحت مظلته.
وأشارت إلى أنه إذا تمت دراسة كل هذا وانعكس السعر وحققت خسائر فيجب أن تعرف نفسك أولاً بمعنى ملاءتك المالية ونسبة السيولة التي في المحفظة وهل يوجد مديونية من عدمه؟ وهل الاستثمار في السهم طويل أم قصير أم متوسط الأمد؟ كما يجب أن تعرف طبيعة السهم الذي تتعامل معه هل هو في صعود أم هبوط؟ وهل هو سهم استثماري أم مضاربات؟
وبينتْ أنه إن كانت المحفظة مديونية فإنه يجب عليك بيع جزء من الأسهم أياً كان وضع هذا السهم وكلما كان القرار أسرع كلما كانت الخسائر أقل.
وأوضحت أنه إذا كان السهم عالي المخاطر (مضاربات) وفي قمة سعرية، يجب تفعيل إيقاف الخسائر فوراً وبدون تردد لتجنب مزيد من الخسائر حتى وإن صعد السهم ثانياً؛ حيث إن القرار من البداية خاطئ وسط تلك المضاربات العنيفة.
وأشارت إلى أنه إذا كان السهم في مستويات هابطة سعرياً والمحفظة بها سيولة وأنت لست مضارباً قصير الأجل فيجب الصبر بكامل الأسهم حتى يتحرك السهم ونحقق منه الهدف من الدخول.
الأسهم القوية
من جانبه، قال أيمن الزيات، خبير أسواق المال، إنه بداية لا بد من التفريق بين المستثمر طويل الأجل وقصير الأجل المضارب؛ فإذا كنت مستثمراً طويل الأجل فالشراء في الأسهم القوية مالياً ذات الأصول العالية هو الأفضل حتى لو كان تحركها ضعيفاً في الصعود إلا أنها في حالة الهبوط سوف تحافظ على المحفظة من الخسارة.
وأشار إلى أن المضارب عليه أن يختار الوقت المناسب للشراء والبيع واستخدام وقف الخسارة والاحتفاظ بنسبة سيولة والبعد في حالة الهبوط من استخدام الشراء بالهامش.
مراكز مالية
وبدوره، قال حسام عيد، مدير الاستثمار بشركة إنترناشيونال لتداول الأوراق المالية، إنه قبل البدء في فتح المراكز المالية بالأسهم يجب تحديد مستويات جني الأرباح والالتزام بها والبحث عن فرصة استثمارية قوية جديدة بالسوق.
وأشار إلى أنه يجب أيضاً تحديد مستوى وقف الخسائر والالتزام بها للحفاظ على الأموال المستثمرة.
ولفت إلى أنه في حالة عدم الالتزام بمستوى وقف الخسائر فلا تخطئ مرتين؛ الأولى عدم الالتزام بمستوى وقف الخسائر والثانية هي أن تأخذ قرار البيع متأخراً بعد انتهاء عمليات التصحيح للأسهم ثم معاودة الصعود مرة أخرى فتحقق خسائر كبيرة.
تحقيق أرباح
وبيَّن مينا رفيق، مدير البحوث بشركة المروة لتداول الأوراق المالية، لـ”معلومات مباشر”، أن المستثمرين بالأسواق المالية ينقسمون إلى فئتين؛ مستثمر متوسط وطويل الأجل ودائماً ما يتم اتخاذ القرار الاستثماري بعد دراسة جيدة للشركات محل الاستثمار من النواحي المالية ومدى قدرة الشركة على تحقيق الأرباح وسداد المديونيات ودائماً يعتمد على التوزيعات السنوية سواء النقدية أو المجانية.
وأكد أن هذه الفئة من المستثمرين دائماً ما تستغل التراجعات في عمليات الشراء والتجميع.
وأوضح أن الفئة الثانية هي المستثمر قصير الأجل أو المستثمر المضارب، وهو الذي يعتمد في قراره الاستثماري على التحليل الفني بعيداً عن النواحي المالية وعن القيم العادلة للشركات، ولذلك يجب على هذه الفئة وضع خطة للتداول من حيث أسعار الشراء والمستهدفات، وفي حالة التراجعات الحادة يلتزم بعملية إيقاف الخسائر حتى تتسنى له فرص أخرى أو إعادة الشراء على أسعار أقل.
الخيار الأمثل
وبدوره، أكد إيهاب يعقوب، مدير شركة جارانتي للتداول، لـ”معلومات مباشر”، أن التريث هو الخيار الأمثل والبداية تكون بتحديد واختيار نقاط الشراء بعناية، وتطبيق إيقاف الخسائر عند أسعار معينة حال كسرها وتأكيد كسر البيع عندها.
وأشار إلى أنه في حال عدم تطبيق ذلك الصبر والتريث وإبقاء الأسهم لحين معاودة الصعود فإنه غالباً ما يكون بعد الهبوط القوي صعود قوي مماثل كارتداد السهم في القوس للخلف للانطلاق لمسافة أبعد، متوقعاً أداءً جيداً خلال الفترة المقبلة لقطاع السياحة والبنوك والقطاع العقاري بالسوق المصري.