قندح: على الجهات المعنية التحوط لأي ارتفاعات في الاسعار وحماية المستهلك من تبعاتها

 قال الخبير الاقتصادي الدكتور عدلي قندح أن أسعار النفط ارتفعت عام 2021 بشكل ملحوظ عن أدنى مستوياتها الوبائية ليصل متوسطها الى 68.14 دولار للبرميل، وهي أعلى بكثير من مستوياتها (59.99 دولار للبرميل) عام 2019.
وأضاف قندح ان أسعار النفط لا تتطابق مع مستويات أسعار حقبة ما قبل التكسير الهيدروليكي التي وصلت الى 100 دولار لبرميل النفط.
وحول سؤال عن العوامل الاساسية التي تؤثر على أسعار النفط، بين أن الاسعار تكون مدفوعة عادة والى حد كبير بالنمو الاقتصادي العالمي، لكنها محكومة بمجموعة أخرى من العوامل المعقدة.
وأوضح قندح أن الأسعار الحالية للنفط تعكس التوازن طويل الأجل بين العرض والطلب في السوق. وبين بان الزيادة الأخيرة التي حصلت خلال ٢٠٢١ في الأسعار، تعكس تحول الاقتصاد العالمي من الركود الناجم عن الوباء إلى النمو طويل الأجل.
وقال ان بعض الاقتصاديين يرون بأنه من خلال زيادة العرض ، فإن التكسير الهيدروليكي يساعد على خفض أسعار النفط على نطاق عالمي؛ ومع ذلك، هناك عوامل أخرى مؤثرة يجب أخذها في الاعتبار عند النظر في التغيرات في أسعار النفط.
وبين قندح انه عندما بدأت حملات التطعيم الأولى ضد فيروس كورونا في نهاية عام 2020، وصل سعر النفط الخام إلى 52 دولارًا للبرميل. وخلال الأشهر الأولى من عام 2021، استمرت أسعار النفط في النمو، لتصل إلى الحد الأقصى عند 69.95 دولار في 5 آذار / مارس 2021.
واوضح ان ارتفاعات أسعار النفط تعكس تحسن الطلب على النفط، وتعافي النشاط الاقتصادي العالمي، وارتفاع تكاليف الشحن، وتعطل إمدادات البترول.
وحول سؤال عن توقعاته لاتجاهات أسعار النفط خلال عام ٢٠٢٢ ، قال قندح؛ بالرغم من صعوبة التنبؤ بمستويات أسعار النفط خلال عام 2022، إلا أن أغلب المؤشرات والعوامل المستقبلية المرئية تشير الى أن مستوى أسعار النفط سيبقى يدور حول متوسط يتراوح ما بين 65 و 75 دولاراً للبرميل خلال العام 2022.
وأضاف ان توقع زيادة معدلات النمو الاقتصادي خلال 2022، وزيادة السيطرة على فيروس كوفيد ومتحوراته عن طريق التطعيم بمختلف جرعاته، والتحول في المناخ وانخفاض درجات الحرارة في مختلف قارات العالم، وأي تصعيد سياسي واقتصادي ما بين الغرب وايران أو روسيا أو الصين كلها عوامل تصب في اتجاه رفع أسعار النفط، ما لم يصاحب ذلك زيادة في العرض عن طريق التكسير الهيدروليكي أو اللجؤ للمخزون أو حث الدول لزيادة الانتاج فوق الحصص المحددة.
وعن أثر ارتفاع اسعار النفط على الاردن ، بين قندح إن أسعار سلة المستهلك في الأردن سوف تتجاوب مع التغيرات التي ستحصل على أسعار النفط العالمية. وقال ان توقع وصول معدل التضخم في الاردن الى 2.5 بالمائة خلال هذا العام، مرتفعا من أقل من 1.8 بالمائة للعام 2021 مفسر جزئيا بالعوامل أعلاه. وأضاف، نعلم أن مستويات أسعار النفط تؤثر على حجم حوالات الاردنيين العاملين في الدول الخليجية، وعلى حجم الاستثمارات الخليجية في الاردن، وعلى مستويات الدخل السياحي، وبالتالي على وضع ميزان المدفوعات والاحتياطيات الاجنبية للمملكة.
وختم قندح بقوله على كل الاحوال، مطلوب من الجهات المعنية التحوط لأي ارتفاعات في الاسعار وحماية المستهلك عن طريق تخفيض الضرائب بمختلف أشكالها وفتح الاسواق وتحريرها والرقابة على الاسواق.
Scroll to Top