سريلانكا.. قبضة الديون الخارجية

عمرو زكريا
أعلنت سريلانكا يوم الثلاثاء الماضي، بأنها ستعلق مدفوعات خدمة ديونها الخارجية وستتخلف لأول مرة منذ
استقلالها عام 1948، عن سداد ديون مستحقة تقدر بـ7 مليارات دولار في 2022، من ضمنها خدمة ديون بـ42 مليون دولار مستحقة في 18 أبريل الجاري، و200 مليون دولار ديوناً سيأتي أجل استحقاقها الأسبوع المقبل، وأخرى تقدر بمليار دولار في 25 يوليو 2022، والجدير بالذكر أن إجمالي ديون سريلانكا الخارجية تقدر بـ51 مليار دولار، منها 35 مليار دولار ديوناً سيادية.

أحد دوافع اتخاذ قرار التخلف عن السداد هو الحفاظ على ما تبقى من الاحتياطي النقدي الأجنبي وتخصيصه لتوفير الاحتياجات من المواد الغذائية الأساسية والمحروقات.

ما يزيد الموقف السريلانكي صعوبة هو أن الروبية السريلانكية خسرت 37% من قيمتها مقابل الدولار منذ بداية العام، في حين ارتفعت أسعار الغذاء بـ30%، وفي محاولة لتعزيز العملة المحلية، قام بنك سريلانكا المركزي برفع سعر الفائدة بـ700 نقطة أساس إلى 14.5% بعد أن وصلت نسبة التضخم إلى 18.7% في شهر مارس.

من غير المتوقع تحسن وضع سريلانكا الأشهر المقبلة بسبب الحرب في أوكرانيا

في الجهة الأخرى، كانت وكالات التصنيف الائتماني، وعلى رأسها ستاندرد آند بورز ووكالة فيتش، الأسبوع الماضي، قد خفضت تصنيف سندات سريلانكا، ما انعكس سلباً على قيمة تأمين التخلف عن السداد إلى 2603 نقاط أساس مقارنة بـ1418 قبل 12 شهراً، هذا ما زاد قلق المستثمرين من الوضع المالي في سريلانكا على قيمة سنداتها الدولارية حيث تُسعر بـ40 سنتاً للدولار حالياً.

من غير المتوقع تحسن الوضع المالي في الأسابيع والأشهر المقبلة، حيث تلقي الحرب الروسية – الأوكرانية بظلالها على سريلانكا؛ كون الحرب سرعت من وتيرة ارتفاع أسعار الغذاء والمحروقات من جهة، وحرمان قطاع السياحة من واردات إنفاق السياح الروس والأوكران الذين قدرت وزارة تنمية الساحة أعدادهم بـ20 ألف سائح في يناير.

الصين تعد من أكبر الداعمين لسريلانكا في الفترة الماضية، حيث تعدها محطة مهمة في مشروع الحزام والطريق الطموح، والسؤال هنا: هل سيتواصل الدعم الصيني لسريلانكا، أم ستحث الولايات المتحدة مؤسسات التمويل الدولي لمساعدة سريلانكا في محاولة لاستعادة التوازن الجيوسياسي هناك؟

Scroll to Top