من يسد فجوة القمح؟

عمرو زكريا يكتب: من يسد فجوة القمح؟

أدت الحرب الروسية- الأوكرانية إلى تفاقم شح إمدادات الحبوب والقمح خاصة، إذ تصل صادرات الدولتين مجتمعتين إلى ما يقارب الـ30% من إجمالي صادرات القمح عالمياً.

ذلك الشح أدى إلى المزيد من الارتفاع في أسعار القمح الذي ارتفع على التوالي بـ38% و53% و78% خلال الثلاث والست والـ12 شهراً الماضية.

الجدير بالذكر أن عوامل أخرى كانت موجودة حتى قبل الحرب الروسية- الأوكرانية من أهمها ارتفاع أسعار الطاقة والأسمدة والتغييرات المناخية التي رفعت من كلفة إنتاج القمح وترف أسعاره.

غلاء أسعار القمح يمثل تحدياً كبيراً للدول، ولكن عدم توفره خاصة من روسيا وأوكرانيا يعتبر كارثياً لبعض الدول الأخرى.

وحسب تقرير لمنظمة الأغذية العالمية هناك أكثر من 29 دولة تستورد 40% أو أكثر من احتياجاتها من القمح من الروسيا والأوكراني، كما أن هناك 11 دولة تستورد أكثر من 70% من احتياجاتها من القمح من البلدين وفي طليعتها دول الشرق الأوسط: مصر، تركيا، لبنان، وأكبر تحدٍ ستواجهه الدول التي تستورد ما بين 90-100% من احتياجاتها من البلدين وهي أريتريا، أرمينيا، منغوليا، أذربيجان، والصومال.

أفريقيا ستعاني شحاً في الغذاء يُقدر بـ30 مليون طن كنتيجة مباشرة للحرب الروسية-الأوكرانية

بدأت دول عديدة في البحث الحثيث على مصدر بديل قبل أن تنفد مخزوناتها من القمح، حيث إن القمح يعتبر ربما السلعة الأهم في حياة المواطنين، وقد كانت الهند في طليعة البدائل المحتملة حيث تحتل المركز الثاني عالمياً في إنتاح القمح، وهي من أكبر 10 مصدرين للمحصول في العالم.

بالفعل رحبت الهند وبدأ العالم نحو التوجه للشراء من الهند منها مصر التي عقدت صفقة بشراء 500 ألف طن، لكن فاجأت الهند العالم بإصدار قرار بمنع تصدير القمح بعد أن ارتفعت الأسعار محلياً بوتيرة سريعة كما ارتفعت درجة الحرارة نتيجة موجة حر لم تشهدها البلاد منذ 122 سنة بحسب دائرة الأرصاد الجوية الهندية، ما ينذر بقلة إنتاج في الموسم الحالي، وعليه يجب بناء المخزون من القمح انطلاقاً من السوق المحلي.

أفريقيا ستعاني شحاً في الغذاء يُقدر بـ30 مليون طن كنتيجة مباشرة للحرب الروسية- الأوكرانية بحسب بنك التنمية الأفريقي الذي قام بدوره بإقرار خطة إسعافية عاجلة بقيمة 1.5 مليار دولار يوم الجمعة الماضي 20 مايو 2022. الهدف من الخطة تزويد 20 مليون مزارع أفريقي من أصحاب الحيازات الصغيرة ببذور محسنة ومساعدتهم للوصول إلى الأسمدة الزراعية وتمكينهم من إنتاج 38 مليون طن من الغذاء بسرعة لتفادي تفاقم الوضع وما يمكن أن ينتج عنه من اضطرابات وحروب أهلية.

Scroll to Top