أزمة محروقات بسوريا تزيد من معاناة النازحين وتثقل كاهل السوريين
مئات العائلات تتحلق حول أمتعتها جلوسا ووقوفا وتمددا لساعات في ظل حر الظهيرة أو برد الليل، ومن دون أسقف أو فَرشات أو لُحف، وفي الغالب من دون طعام، بانتظار دورهم على “طابور الحافلات” المخصصة لنقلهم إلى مكان نزوحهم الجديد.
بهذا الوصف، يختزل بشار (53 عاما) معاناة مئات العائلات السورية واللبنانية النازحة إلى سوريا عند المعابر الحدودية على الجانب السوري، وسط محدودية وسائل النقل التي خصصتها الجهات الرسمية لنقلهم إلى مراكز الإيواء أو مراكز المُدن، والارتفاع غير المسبوق في تكلفة النقل الخاص، مما يجعل الانتظار لساعات أو لأيام في تلك المناطق غير المؤهلة خيارا اضطراريا لكثير من العائلات النازحة.
ويقول بشار، سائق سيارة الأجرة الخمسيني في حديث للجزيرة نت “كنا نعاني أصلا من أزمة بنزين حتى قبل بدء الحرب على لبنان، أما بعدها فاشتدت الأزمة، وذلك لأن معظم البنزين المتوفر في السوق السوداء كان يأتينا عبر لبنان، قبل أن يتوقف التهريب مع بداية الحرب”.
ويشير بشار إلى أن سعر لتر مادة البنزين قد ارتفع بمقدار الضعف مقارنة بسعره قبل العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، وهو ما دفع سائقي سيارات الأجرة إلى مضاعفة أجورهم داخل المدن، في حين استغل آخرون موجة النزوح وحاجة العائلات النازحة إلى وسائل نقل لتقلها إلى وجهاتها في سوريا، ليرفعوا تسعيرة الرحلة إلى “حدود غير معقولة” تحول دون استطاعة معظم العائلات النازحة على تحملها.
وكان نائب محافظ دمشق محمد كريشاتي قد أعلن لوسائل إعلام محلية -تزامنا مع توافد النازحين إلى المناطق الحدودية قبل أيام- عن تجهيز المحافظة “عدة حافلات” لنقل القادمين إلى دمشق من معبر جديدة يابوس، وذلك في إطار خطة الاستجابة الحكومية لموجة النزوح من لبنان على خلفية العدوان الإسرائيلي الأخير.