استراتيجية المرحلة: كمامة على الفم والملاذات الآمنة في المحفظة الاستثمارية

الحسن بكر

تراجعات جماعية في مؤشرات الأسهم عالميا شهدناها خلال الأيام الماضية مع التزايد المستمر في انتشار فايروس كورونا في الصين والذي امتد لمناطق أخرى حول العالم حيث حصد الفايروس حتى اللحظة أكثر من 100 روح وارتفعت اعداد الإصابات بالفايروس لأكثر من 4000 إصابة مع ظهور إصابات في مناطق جديدة في العالم كان آخرها في ألمانيا وهو ما قد يؤدي إلى تسارع الارتفاع في أعداد الإصابات وانتشار الفايروس. هذا الانتشار للمرض لا شك بأنه سيشكل نقطة فارقة في مستويات نمو الاقتصاد الصيني الذي يعاني في الأساس والمشكلة الحقيقية التي تواجهها الأسواق في الفترة الحالية هي حالة عدم اليقين حول طريقة انتشار هذا المرض وإلى أي مدى يمكن أن ينتشر وسرعة انتشاره وهو ما يمكن في حال تم تحديده أن يظهر أمامنا مشهد أوضح لانعكاس تأثير هذا الفايروس على الاقتصاد العالمي.

وفي الوقت الذي تتحدث تقارير طبية عن أن الفايروس الذي يتسبب بمشاكل في التنفس ينتقل بواسطة الهواء إلى الجهاز التنفسي، فقد حان الوقت للالتزام بارتداء الكمامة على الفم وفي الوقت نفسه أن لا تخلوا محفظتنا الاستثمارية من الملائات الآمنة. الملائات الآمنة الأكثر أهمية والتي نراها تحت المجهر في الفترة الحالية هي الملاذ الآمن التقليدي المتمثل بالذهب والذي بدأ رحلة الارتفاع القوية نهاية العام المنقضي وتستمر ارتفاعاته مع استمرار الأحداث الجالبة للاستثمارات الآمنة خلال يناير 2020. الذهب الذي زار مستويات 1600 بداية العام بعد المخاوف من حرب إيرانية أمريكية بعد اغتيال سليماني، حصل على بعض الراحة بتلاشيها ولكن لا شك أن الأثر في الأسواق بقي موجودا بدرجة أقل بعد خروج المضاربات وهو ما أبقاه أعلى من مستويات 1550 ولنشهد من جديد ارتفاعات قوية نحو 1580 دولار للأونصة والتي نراها أكثر استقرارا من ارتفاعاته القوية نتيجة الصدمة يوم اغتيال سليماني وهو ما يفتح الطريق نحو المزيد من الارتفاعات المستقرة خلال الفترة المقبلة مستفيدا من حالة عدم اليقين الحالية التي تحيط بفايروس كورونا في الفترة الحالية وكذلك عودة التوتر في العراق بعد مهاجمة السفارة الامريكية في بغداد. من جانب آخر، نرى الملاذ الآمن المتمثل بالدولار الأمريكي يعود إلى الصورة أيضا حيث كان يوم 17 يناير يوما مهما فنيا لمؤشر الدولار الأمريكي بعد أن تمكن من كسر خط الاتجاه الهابط ولنشهد الأسواق تتفاعل بقوة منذ يوم 22 يناير مع خبر انتشار فايروس كورونا وليرتفع مؤشر الدولار إلى مستويات أعلى من 98 والتي لا نراها بعيدة عن مستويات 98.40 التي تشكل مقاومة مهمة في الفترة الحالية والتي قد لا تصمد طويلا إذا استمر التزايد في المخاوف من انتشار فايروس كورونا.

ولذلك فإن الفترة الحالية تعتبر فترة ذات أهمية كبيرة لما تبقى من العام حيث الكثير من الأحداث بداية هذا العام تظهر أن النفور من المخاطرة سيكون سيد الموقف وأن المزيد قد نراه لاحقا، خاصة إذا نظرنا إلى كافة الأحداث مع بداية العام وما سيترتب عليها من عواقب بقية العام. ننتظر في الفترة الحالية اجتماع الفيدرالي يوم غد والذي قد نشهد معه مفاجآت لرد فعل الفيدرالي للأحداث الحالية وانعكاسها على قرارات السياسة النقدية والتي قد نشهد معها تحول في اللهجة نحو سياسة تيسيرية اسرع كنوع من التحوط خلال الفترة المقبلة من عواقب الأحداث الحالية.ولذلك في نهاية هذا المقال نقول: كمامتك على الفم والملاذات الآمنة في محفظتك وادخل السوق بحذر.

Scroll to Top