شركات عربية

كيف تفاعلت أسواق الأسهم العربية بتصاعد الأزمة الروسية – الأوكرانية؟ (تقرير)

سيطرت الضغوط البيعية على أداء أغلب البورصات العربية، التي تراجعت خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، مقتفيةً أثر البورصات العالمية؛ على وقع التصعيد الروسي الجديد بشأن الأزمة السياسية وإعلان الرئيس فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا.

وبحسب إحصائية أعدها “معلومات مباشر”؛ فإن الأسواق العالمية كانت أكثر هبوطاً خلال تعاملات اليوم عن أسواق منطقة الشرق الأوسط، بحلول الساعة 08:30 صباحاً بتوقيت جرينتش، حيث هبط مؤشر الأسهم الروسية إم أو إس إكس بنسبة 8.15% بالغاً أدنى مستوياته في 16 شهراً، كما هبطت عملة الروبل الروسي مقابل الدولار واليورو لأدنى مستوياتها في أكثر من 10 أشهر.

وبسبب أزمة أوكرانيا التي تصاعدت الليلة الماضية، أغلقت الأسهم اليابانية منخفضةً لليوم الرابع، كما هبطت في تلك الساعة من تعاملات اليوم مؤشرات الأسهم الأوروبية بأكثر من 1%، كما قفز مؤشر الخوف (VIX) وهو المقياس الأول والرئيسي لتقلبات سوق الأسهم 15% متجاوزاً مستويات 30 نقطة.

وفي المقابل، ارتفعت أسعار النفط عالمياً لتصل لأعلى مستوى في 7 سنوات؛ حيث زاد سعر خام برنت متجاوزاً مستوى 98 دولاراً للبرميل؛ للمرة الأولى له منذ سبتمبر 2014، وارتفعت عقود الخام الأمريكي تسليم أبريل 3.5% إلى 93.34 دولار للبرميل.

وعربياً، استسلمت أغلب البورصات العربية للضغوط البيعية؛ حيث سيطر اللون الأحمر على حركة المؤشرات في بورصة مصر؛ وفقد المؤشر العام الثلاثيني مستوى 11500 نقطة، كما تراجع مؤشر السوق الأول بالبورصة الكويتية ومؤشر بورصة قطر بنسبة 0.5%. كما انخفض مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية 0.6% ونزل مؤشر سوق دبي المالي 0.79%. وتراجع مؤشر سوق مسقط للأوراق المالية 0.12%. فيما يتعطل السوق السعودي اليوم في ظل احتفال المملكة بمناسبة يوم التأسيس.

ويقول إبراهيم الفيلكاوي خبير التداول بالأسواق المالية، إن البورصات العربية إلى الآن لم تعطِ أي إشارة انهيار أو تراجع حاد حتى الآن؛ حيث إن التراجعات التي نشهدها اليوم هي تراجعات طفيفة تأتي من التأثير النفسي وسلوك المتعاملين بالأسواق المتأثرين بما يحدث بتلك الأزمة. ورجح أن تسير بورصات المنطقة في مستهدفاتها الفنية، والتي تشير إلى استمرار الصعود بالسوق السعودي والوصول للمستهدف 13000 نقطة.

مؤاشرت تعافي

من جانبها، أكدت حنان رمسيس الخبيرة الاقتصادية لدى شركة “الحرية لتداول الأوراق المالية”،  أن حدة التوترات الخارجية وخاصة التوترات الجيوسياسية عندما تشتد ويصبح الموقف اكثر ضبابية تتجه مؤشرات الاسواق للهبوط اللحظي ثم تعاود التماسك والارتفاع معوضة كل خسائرها معتمدة بذلك علي المحفزات الداخلية كالانتعاشة الاقتصادية ومعدلات النمو الداخلي وفائض الموازنة وخطة التنمية.

وأشارت إلى أن وجود شركات عملاقة مقيدة داخل بورصات الخليج متخصصة بقطاع النفط والغاز تزامنا مع ارتفاع أسعار البترول عالميا وهو ما يزيد من إيرادات دول المنطقة يؤكد استكمال موجة الصعود بالنسبة لأسهم ذلك القطاع خلال الفترة المقبلة. وأكدت أيضا أن بورصات المنطقة ما زالت تمتلك المقومات التي تعطي فرصة لتكوين مراكز شرائية جيدة في ظل التوقعات بمعاودة التعافي.

الإمارات تصعد.. تراجع بورصات الشرق الأوسط مع نزيف حاد لقطر

ويرى محمد سعيد خبير أسواق الأسهم، أن النظرة الفنية لأسواق المنطقة لم تختلف إلى الآن، مشيراً إلى أن بعض الأسواق بالمنطقة رغم التراجعات الحادة عالمياً إلا أنها أعطت إشارة للمستثمر متوسط الأجل بالشراء وتكوين مراكز جديدة بالأسهم ذات الأداء المالي القوي وخصوصاً ببورصة مصر التي لم تأخذ الحظ الوافر من الصعود مثل بورصات الخليج التي حققت مكاسب كبرى خلال العام الماضي ومنذ أول عام 2022.

وبدوره، توقع محمود عطا خبير تداول الأسهم بشركة يونيفيرسال لتداول الأوراق المالية، أن تجذب الأسهم الأكثر أماناً ذات الملاءة المالية الجيدة ونتائج الأعمال القوية المستثمرين الراغبين في المخاطرة حالياً ببورصات المنطقة، مشيراً إلى أن الطروحات والمضي في تنفيذ برامجها قدماً يصبح أيضاً من المنافذ الآمنة لراغبي استثمار أموالهم حالياً في ظل تلك التقلبات الحادة بأسواق المنطقة. ولفت إلى أن المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية في مناطق لا تشير إلى حدوث تراجعات حادة بل إنها بالمقابل تشير إلى التخلي عن الضغوط البيعية خلال الشهرين القادمين والانطلاق نحو الصعود حال تجاوز 11500 نقطة والاستقرار فوقها لعدة جلسات.

بورصة: تراجع حاد لأسهم مصر وخسارة حوالي ملياريْ دولار

وبيَّن مينا رفيق، مدير البحوث بشركة المروة لتداول الأوراق المالية، لـ«معلومات مباشر»، أن التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا واتجاه الفيدرالي نحو رفع أسعار الفائدة وتسارع معدلات التضخم كلها عوامل رئيسية أثرت بالسلب على الأسواق المالية العالمية. وأشار إلى أن تلك التراجعات لا تعني نهاية فترة الصعود وحصد المكاسب بالأسواق المالية وخصوصاً بالمنطقة وفي مقدمتها البورصة المصرية والتي تعد الفترة الحالية هي الوقت الأمثل لتكوين المحافظ الاستثمارية متوسطة وطويلة الأجل. وأكد أنه يجب على المستثمرين انتقاء الأسهم بعناية فائقة والتركيز على الشركات القوية مالياً وذات السيولة الملائمة القادرة على مواجهة أي أزمات محتملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى