شركات عالمية

تحليل.. أين تتجه بوصلة المستثمرين في ظل تصاعد الأزمة الروسية الأوكرانية؟

مع تصاعد الأحداث الجيوسياسية عالميا بين روسيا وأوكروانيا وعدم استقرار أسواق الأسهم على مستوى العالم رغم الارتفاع الذي شهدته اليوم الجمعة تزامنا مع إعلان الولايات المتحدة ودول أوروبية مجموعة من العقوبات الجديدة على روسيا وذلك بعد غزوها العسكري لأوكرانيا.

أداء الأسواق

وبحسب إحصائية أعدتها “مباشر”، فإنه وبعد إعلان تلك العقوبات على روسيا والتعهد بعدم التدخل العسكري والاكتفاء بذلك حتى الآن فقد شهدت الأسواق الأمريكية ارتداده إيجابية حيث ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.3%، وزاد مؤشر ستاندرد بورز 500 بنسبة 1.5%، وارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 3.3%.

وانعكست تلك الارتداده الإيجابية على جميع الأسواق الآسيوية والتي شهدت أيضا ارتفاعا، كما انعكست على أسواق المال الإماراتية والتي ارتفعت أيضا اليوم بأكثر من 1%، وفي المقابل تراجعت أسعار النفط والذهب والدولار من جديد.

ومع تصاعد الأحداث خلال الأسبوع الماضي فإنه على مستوى البورصات العربية قد هبط مؤشر بورصة مصر بنسبة تتجاوز 5% وتراجع السوق السعودي 1.43% ، ونزل مؤشر سوق مسقط للأوراق المالية 1.38%.

وانخفض مؤشر بورصة قطر بنسبة 0.76% فيما ارتفع المؤشر الأول الكويتي 0.57%، والبحرين 0.94%.

Saudi stock market trading stops over technical error

وكان من أبرز الأحداث العالمية خلال الأسبوع، تسجيل أسعار النفط أعلى مستوياتها منذ عام 2014، كما صعدت أسعار الذهب لأعلى مستوياته منذ أغسطس 2020 ، وارتفعت أسعار السلع كالقمح والذرة لمستويات قياسية لم تشهدها منذ عدة سنوات.

ووسط تلك الأحداث وهبوط أغلب البورصات العالمية والعربية على المستوى الأسبوعي، ترصد معلومات مباشر في السطور التالية نصائح بعض خبراء الاقتصاد المتخصصين التي ربما تساعد من يستثمر أمواله حاليا في اختيار فرص الاستثمار الآمنة خلال الأشهر المقبلة.

عدو الاستثمار

في البداية، يعتقد المستشار والخبير الاقتصادي الدكتور كمال أمين الوصال، أن عدو الأول للاستثمارات سواء كانت مالية أو إنتاجية هو حالة عدم اليقين وهى السائدة الآن تزامنا مع ارتفاع حدة النزاعات السياسية واحتمالات المواجهة العسكرية فى أوربا وعدم وضوح الرؤية حول مصير تداعيات وباء كورونا الذى شل الاقتصاد العالمى لما يزيد عن عامين.

وأشار إلى أن ما يؤثر سلباً على فرص الاستثمار حاليا أيضاً التوقعات باستمرار قيام الفيدرالي الأمريكى برفع أسعار الفائدة لمجابهة التضخم الذى بلغ مستويات قياسية لم تشهدها أوروبا وأمريكا منذ عقود وهو الأمر الذي يغذى حالة عدم اليقين.

وتوقع أن يتجه المستثمر المتحفظ في تلك الأجواء إلى الأصول الآمنة مثل الذهب والسندات الحكومية التى وإن كان العائد عليها منخفض نسبيا فإنها تمثل ملاذ آمن.

ولفت إلى أن المستثمر المغامر قد يتجه إلى بورصات الأسهم وبورصات السلع للاستفادة من التقلبات التى تشهدها هذه الأسواق فى محاولة لتحقيق ربح وإن كان بالطبع ربح محفوف بالمخاطر.

ونوه إلى أنه فيما يتعلق بالاستثمارات الضخمة متوسطة وطويلة الأجل فمن المجالات الواعدة فى ظل هذه الظروف وغيرها الاستثمار فى مجال الطاقة المتجددة.

وأكد أحمد معطي، المدير التنفيذي لشركة “في أي ماركتس في مصر”، لـ”معلومات مباشر”،  أنه لا يزال متفائلاً بشأن الذهب، موضحاً أن المعدن الأصفر من المحتمل أن يشهد المزيد من الارتفاع في ضوء الأزمة.

وحث مستثمرو الأسهم حاليا لتوخي الحذر واختيار الأسهم وأن يكونوا حذرين للغاية نظرًا لأن أسعار الفائدة آخذة في الارتفاع.

Capital as a Factor of Production - ClassNotes.ng

إعادة هيكلة

وبدوره، أكد محمد شلبي، المستشار الاقتصادي وخبير أسواق المال ، أن زيادة درجة المخاطر بالأسواق العالمية وفي مقدمتها الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا والاتجاه لرفع الفائدة الأمريكية والذي سيعمم في أغلب دول المنطقة كلها لارتباط عملاتها بعملة الدولار الأمريكي كلها عوامل ستدفع المحافظ الكبرى لإعادة هيكلية استثماراتها.

وأشار إلى أن نسب استثمارتها ستكون نسبتها الأغلب في الملآذات الآمنة كالسندات والذهب والعقار وغيرها ومن ثم تقليل استثماراتها بأسواق الأسهم والتي تحتوي على الأصول ذات المخاطر العالية.

وأكد أن أسواق الأسهم ستواجه ضغوط بيعية كبيرة حال رفع الفائدة ومن ثم سيتأكد توجه المحافظ الاستثمارية إلى الأصول ذات المخاطر المنخفضة كما ذكرنا سالفا.

Progress for Wisconsin venture capital

ملآذات آمنة

ومن جانبه، قال الدكتور محمد راشد أستاذ الاقتصاد بجامعة بني سويف، إن رؤوس الأموال ستتجه خلال الفترة القادمة إلي الملاذات الآمنة بالأساس وفي مقدمتها الذهب الذي سيرتفع بشكل ملموس جراء الارتفاع الواضح في معدلات التضخم العالمية علاوة علي التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا وهو الأمر الذى سينعكس بشكل كبير علي ارتفاع أسعار النفط وهناك علاقة طردية بين أسعار النفط والذهب.

ورجح أن تتجه رؤوس الأموال للاستثمار في الدولار جراء الرفع المتوقع من قبل الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة والذى أصبح وشيكا بعد أن بلغت مستويات التضخم معدلات لا يمكن تجاهلها ويتعين التعامل معها، مشيرا إلى أن ذلك سينعكس إيجابا أيضا علي تحول جزء من رؤوس الأموال الفترة القادمة للاستثمار في أذون الخزانة الأمريكية للاستفادة من سعر الفائدة المتوقع ارتفاعه علاوة علي الاستفادة من الارتفاع المتوقع في قيمة الدولار.

How to Increase Your Working Capital and Liquidity

ارتباك وهبوط

ومن جانبه، يرى رئيس شركة تارجت للاستثمار، نور الدين محمد، أن الهجوم الروسى علي أوكرانيا هو السيناريو الذي كانت لاتتوقعه الأسواق العالمية ودفعها للارتباك والهبوط الحاد ورأينا مستويات سعرية لم تتحقق منذ سنوات.

وتوقع أن يكون الرابح الأكبر بالاستثمارات في صف الملآذات الآمنة هو الذهب والذي أصبح على مشارف 2000 دولار للأونصة الواحدة إضافة للقطاعات والمجالات وحتى أسهم الشركات التي لها علاقة بمجال البترول وذلك بعد أن ارتفعت أسعار النفط فوق مستويات 100 دولار للبراميل الواحد.

وأشار إلى أن الأسهم ستظل تحت العامل الجيوسياسي المتعلق بروسيا وأوكرانيا ولذلك نتوقع أن تنخفض بها الاستثمارات الفترة المقبلة.

أسعار الذهب ترتفع لأعلى مستوى فى أسبوع بدعم من مخاوف التضخم - أموال الغد

ومن جانبه، أكد حسام عيد، مدير الاستثمار بشركة إنترناشيونال لتداول الأوراق المالية، أن المخاوف الجيوسياسية المتعلقة بتصعيد التوترات بين روسيا وأوكرانيا أثرت على أسواق الأسهم العالمية.

وأوضح أنه كون روسيا مورداً رئيسياً للنفط للولايات المتحدة، فإن أي عقوبات ستُفرض على روسيا يمكن أن تشدد إمدادات النفط وترفع أسعار النفط الخام أكثر من ذلك ومن ثم سيستفيد قطاع الطاقة والبتروكيماويات على مستوى البورصات العربية.

الصين ملاذ

وبعد هجوم روسيا على أوكرانيا، قال مارك موبيوس المستثمر البارز للأسهم في الأسواق الناشئة في تصريحات لتليفزيون بلومبرج، أنه يجب إضافة الصين إلى الذهب في قائمة ملاذات المستثمرين

وأوضح أن زيادة الاستثمارات بالصين فكرة جيدة حاليا، نظرًا لأن الدولة أقل عرضة للخطر من الصراع في أوروبا.

وأشار إلى أن الصين ستصبح ملاذاً آمناً لأنها ستواصل الإنتاج، ستواصل النمو، كما أن معدلات الفائدة تنخفض ببكين.

Gold Price Forecast - A Potential Spike High This Week

قطاعات مستفيدة

وبدورها، أوضحت دعاء زيدان نائب رئيس قسم التحليل الفنى لشركة تايكون لتداول، أن من القطاعات التي ستستفيد من تلك الأحداث الجيوسياسية سيكون قطاع التحول الرقمي والقطاعات المرتبطة بالتحول للطاقة الخضراء الشمسية وغيرة إضافة للمرافق والسلع الاستهلاكية والتي يتوقع لها أداء متفوقا نسبيًا في مسار الأسواق الهابطة حاليا بالعالم ككل.

ولفتت إلى أنه في الاتجاه الآخر ستكون قطاعات كقطاع الصناعات والمواد من القطاعات المتضررة بالأزمة وستشهد أداء ضعيفًا حيث سيتأثر الطلب على البناء والتصنيع بسبب انخفاض معنويات المستهلك / الأعمال.

ونوه إلى أن المستثمرون سيفضلون في تلك الفترة وضع عدم المخاطرة وعادة سيهربون من الرهانات المحفوفة بالمخاطر مثل شركات التكنولوجيا إلى الرهانات الآمنة والتي قد يتصدرها الذهب والين الياباني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى