شركات عالمية

باستخدام التحليل الأساسي.. كيف يُمكن معرفة اتجاهات الأسواق وأخبار العملات والمعادن؟

التحليل الأساسي أحد أنواع التحليلات المستخدمة في أسواق تجارة العملات والمعادن الفوركس، ويعرف أيضًا باسمٍ آخر هو التحليل الإخباري، نظرًا لأنه يعتمد على أخبار الأسواق والأحداث السياسية بنسبةٍ كبيرة.

يوجد سؤال يردده الكثيرون ممن لهم علاقة بأسواق الفوركس، وبالذات منهم المبتدئين في هذا المجال الكبير، هذا السؤال هو: ما الأفضل التحليل الفني أم التحليل الاساسي؟

هنا يجب أن تكون الإجابة المباشرة هي أن صيغة هذا السؤال نفسها خاطئة وغير صحيحة.

سبب الخطأ أن في أسواق الفوركس بصفةٍ عامة يعتبر التحليل الفني والتحليل الاساسي، هما الركيزتان الرئيسيتان للتداول وإبرام الصفقات، وكلًا منهما يكمل الآخر.

بالتالي لا يكون التحليل الفني فقط أو الاساسي فقط، أفضل من الآخر، لكن العلاقة بينهما هي علاقة تكاملية.

للتوضيح أكثر، هناك بعض المحللين والمتداولين قد يهتموا أو يعتمدوا بشكل أكبر على التحليل الفني، والبعض الآخر قد يعتمدوا بنسبٍ أزيد على التحليل الاساسي. بينما بالنهاية لا غنى مطلقًا عنهما، ولا انفصال بين هذين النوعين.

فالأمر متروك لحرفية المحلل أو المتداول فقط.

جورج سورس.. الرجل الذي قهر بنك إنجلترا بالتحليل الأساسي:

جورج سورس ــ صورة تعبيرية

توجد قصة شائعة يعرفها كل الذين يتاجرون بالعملات والمعادن، وهي تتعلق بالتحليل الاساسي، بل إن صح القول تلتصق به، ومن اللازم ذكرها قبل التحول إلى الحديث بطريقة مفصلة وأكثر عمقًا عن التحليل الاساسي.

بطل هذه القصة هو الملياردير جورج سورس، المشهور بـ “مدمر العملات”.

قام “سورس” الذي يُعد من كبار المُضاربين في أسواق العملات يوم 16 أيلول/ سبتمبر سنة 1992، بإجبار بنك إنجلترا المركزي على تعويم سعر صرف الجنيه الإسترليني، بعدما قام ببيع ما قيمته 10 مليار دولار من عمُلة الإسترليني على المكشوف، محققًا أرباحًا من هذه العملية بلغت 1.1 مليار دولار.

الرجل في هذه الحالة اعتمد على التحليل الأساسي بنسبة تزيد على 80%، إذ أنه تأكد من معلومات مفادها أن قادة المركزي الإنجليزي مترددون ما بين رفع معدلات الفائدة لمثيلاتها بالأسواق الأوروبية، أو تعويم سعر صرف الجنيه الإسترليني.

تدخل هنا جورج سورس، وقام ببيع تلك الكمية الضخمة من العملة، مما أجبر صانعي القرار المالي على تعويم سعر الصرف، وليخرج هو بثروة جديدة جراء هذا القرار.

ولا يزال هذا اليوم معروفًا في إنجلترا بـ الأربعاء الأسود.

التحليل الأساسي لا يتلخص في الأخبار وحدها:

صورة تعبيرية

لا يتخلص التحليل الاساسي في الأخبار وحدها.

ذلك يعني أن الخبر الإيجابي المتعلق باقتصاد أي عُملة لا يعني بالضرورة الدخول في صفقات الشراء عليها، وأن الخبر السلبي يعني الدخول في صفقات البيع.

الأمر ليس بهذه البساطة، والدليل هو وجود آلاف المتداولين الذين يخسرون لصالح السوق ملايين الدولارات يوميًا في جميع أنحاء العالم.

لكي تتضح الصورة يجب معرفة أن هناك عددًا من المحاور الرئيسية للتحليل الاساسي، يجب سردها وشرحها، لتكتمل الرؤية.

المحاور الرئيسية للتحليل الاساسي:

تعريف التحليل الأساسي:

هو دراسة جميع الأسباب الداخلية والخارجية التي تؤثر على سعر عُملة ما، في فترةٍ ما.

تعتمد الدراسة في هذه الحالة على متابعة المؤثرات الاقتصادية والسياسية، التي يتوقع أن يكون لها انعكاس على سعر العُملة، ومحاولة التعرف على درجة تأثير هذا الانعكاس.

التحليل الاساسي = التحليل الإخباري = Fundamental Analysis

مدخل إلى التحليل الأساسي:

يقوم التحليل الاساسي على البحث عن أسباب حدوث المؤثرات الاقتصادية والسياسية التي يُمكن أن يؤدي انعكاس أصدائها على عملة ما لحدوث تذبذب في سعر صرفها.

هذه المؤثرات ربما تكون قصيرة المدى أو طويلة المدى.

وفي هذه الحالة يبرز الاختلاف الجوهري بين التحليل الاساسي والتحليل الفني، حيث يعتمد النوع الثاني على دراسة حركة سعر العُملة فقط.

بالعودة للتعمق في التحليل الاساسي مرةً ثانية، نجده يعتمد على علم الاقتصاد الكلي “Macro Economic”، وبالتالي تكون قيمة العُملة هي المؤشر على ضعف أو قوة اقتصاد بلدٍ ما.

بمعنى أنه كلما كانت العُملة قوية، فإن الاقتصاد يكون قويًا، والعكس صحيح.

الشرح السابق ربما يحتاج لكي لا يحدث لبسًا إلى القول بأن علاقة قيمة العُملة بقوة الاقتصاد ليست مطلقة.

فدولة الصين على سبيل المثال، هي صاحبة ثاني أكبر اقتصادٍ بالعالم، ورغم ذلك عملتها ــ اليوان ــ ضعيفة.

على النقيض الآخر هناك دولة الأردن، التي يعاني اقتصادها من مشكلات عديدة، لكن رغم ذلك تبقى عملتها ــ الدينار ــ قوية جدًا، ومتماسكة.

الدائرة الاقتصادية Economic Cycle:

الدائرة الاقتصادية ــ صورة تعبيرية

مصطلح الدائرة الاقتصادية يعني أن النشاط الاقتصادي لأي دولة من الدول يمر بعددٍ من المراحل أو الدورات (الدورة الاقتصادية).

هذه الدورات تكون مختلفة في مدتها وطبيعتها، فهناك دورات تكون مدتها قصيرة، وأخرى تكون مدتها كبيرة.

في السياق ذاته أيضًا ربما بعض الدورات تتسم بالرخاء، فيما تكون الأخرى صعبة ومهلكة.

وأي اقتصادٍ في العالم يعتمد على ركيزتين أساسيتين، هما: الزمن، والنمو الاقتصادي GPD.

وبالنسبة للنمو GPD فإنه يأتي دائمًا بعد مرحلة التعافي، بحيث يستمر الاقتصاد في التحسن، وينعكس هذا على المؤشرات الاقتصادية التي تتحول أغلبها للإيجابية.

يستمر النمو الاقتصادي حتى يصل لمرحلة تسمى Peak،أو القمة، وهي ذروة النمو الإيجابي.

بعد هذه المرحلة يبدأ النمو الاقتصادي في التحول من الصعود إلى الهبوط.

يدخل الاقتصاد بعد ذلك في مرحلة التراجع أو الـ Recession.

وفي هذه المرحلة تكون أغلب المؤشرات الاقتصادية سلبية.

ثم يصل لاحقًا الاقتصاد لمرحلة الـ Trough، أو القاع، ويكون النمو الاقتصادي خلال هذه المرحلة في أدنى مستوياته.

منظومة التحليل الاساسي:

منظزمة التحليل الأساسي ــ صورة تعبيرية

منظومة التحليل الاساسي، تشبه مجموعة التروس الموجودة داخل إحدى الآلات العملاقة، بحيث يكون لكل ترسٍ منهم وظيفة يؤديها، وله كذلك تأثيره سواء أكان إيجابيًا، أو سلبيًا.

وفيما يلي سرد وشرح لبنود منظومة التحليل الاساسي:

المؤشرات الاقتصادية:

صورة تعبيرية

تنقسم المؤشرات الاقتصادية إلى جزئين:

الأول ــ المؤشرات السياسية:

يتم معرفتها ومتابعتها عن طريق القنوات الإخبارية والصحف، والمواقع الإلكترونية.

من أهم المؤشرات السياسية التي يكون لها تأثير كبير على الاقتصاد، الانتخابات الأمريكية، والحروب، والتوترات التي تتعلق ببعض المناطق الحيوية، مثل منطقة الشرق الأوسط، باعتباره قلب العالم، وواحد من أكبر مصادر الطاقة.

شارت التداول خلال الانقلاب العسكري في تركيا ــ صورة واقعية

أقرب مثال حي على تأثير الأخبار السياسية على أسعار العُملات والمعادن، هو الانقلاب الفاشل الذي وقع في تركيا صيف العام قبل الماضي 2016.

هذا الانقلاب أثر بالسلب على سعر عُملة الليرة التركية، وأدى لانخفاض سعرها أمام الدولار الأمريكي.

وبدلًا مما كان عليه سعر صرف الليرة أمام الدولار عند: 2.99 ليرة، أصبح: 3.09 ليرة.

الثاني ــ المؤشرات والبيانات الاقتصادية:

المؤشرات والبيانات الاقتصادية هي دائمًا ما تكون محور اهتمام كل من يعملون أو لهم علاقة بأسواق الفوركس.

يعتمد التحليل الاساسي خلال تناوله للمؤشرات الاقتصادية Economic Indicators، على قياس مدى قوة الاقتصاد.

وهي ــ المؤشرات الاقتصادية ــ تختلف كل الاختلاف عن المؤشرات الفنية التي تضاف إلى برنامج ميتاتريدر، لتساعد المتداول على التحليل الفني.

إذ أن المؤشرات الاقتصادية تعني جميع الأخبار المتعلقة بالاقتصاد، وتكون معبرة عن قطاع واحد أو مجموعة من القطاعات الاقتصادية.

من خلال متابعة ودراسة هذه المؤشرات يُمكن التعرف على مدى نمو أو تراجع اقتصاد دولةٍ ما، خلال فترة زمنية معينة.

وبين أهم المؤشرات الاقتصادية يكون الآتي:

مؤشرات التضخم:

التضخم يعني الارتفاع المستمر والزائد عن الحد في أسعار السلع والمنتجات، وهو يقاس بالنسبة المئوية.

مؤشرات الانكماش:

الانكماش عكس التضخم، وهو انخفاض أسعار الأصول والسلع، وتراجع الاستهلاك وضعف الطلب الشرائي.

يتم تحديد وقياس نسب الانكماش بواسطة عددٍ من المؤشرات، أهمها مؤشر أسعار المستهلكين Consumer Price Index، المعروف اختصارًا بـ “CPI”.

وللتعرف على المؤشرات الاقتصادية ومواعيد صدور قراءتها، يجب على المتداولين متابعة ما يسمى المفكرة الاقتصادية باستمرار.

تحتوى المفكرة الاقتصادية على رصد سريع وفوري لأخبار المؤشرات الاقتصادية التي تصدر في دول العالم الكبرى، مثل الولايات المتحدة، بريطانيا، دول الاتحاد الأوروبي، كندا، واليابان… إلخ.

يمكن الحصول على المفكرة الاقتصادية من خلال تصفح المواقع الإلكترونية المتخصصة في أخبار أسواق الفوركس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى