آراء إقتصاديةشركات محلية

حماية المتعثرين حق لامنة..

خالد الزبيدي

المتعثرين كانوا يوما ما يساهمون في تحريك الحركة التجارية والاستثمارية، ويوفرون فرص عمل جديدة ويقدمون خدماتهم ومنتجاتهم في الاسواق المحلية، ولاي سبب كان ( بمعزل حالات الإحتيال) خسروا اموالهم ووقعوا تحت طائلة التعثر ومن اهم مظاهره شح السيولة وعدم القدرة على تسديد الإلتزامات المترتبة عليه بالرغم من ان موجوداته تغطي معظم التزاماته الا نقص السيولة وصعوبة تسييل الموجودات يحول دون ذلك، والسؤال الذي يطرح في هكذا حالة وهي كثيرة جدا في البلاد خلال السنوات الفائتة خصوصا بعد وخلال جائحة كوفيد 19.

الإجراءات المالية والنقدية التي إتخذت خلال الاشهر الماضية اخرها تخفيض التكاليف عن مقترضي صندوق التنمية والتشغيل والاقراض الزراعي مهمة وتحتاج لمتابعة والبحث عن اية حلول جديدة تساهم في إنقاذ الاقتصاد من الركود والمنازعات التجارية التي تضر وتعقد الامور اكثر مما تفيد، والاكثر صعوبة ان تقود الى إيداع مقترضين متعثرين السجون، وفي هذه الحالة تقع اسرة كثيرة تحت طائلة الفقر والعناء المادي والنفسي.

منذ اكثر من عامين واكثر هناك مئآت وربما اكثر غادروا البلاد هربا من الملاحقة القضائية التي تنتهي بالحبس جراء عدم قدرتهم على تغطية إلتزاماتهم من شيكات مؤجلة او كمبيالات، وتركوا اسرهم في ظل ظروف قاسية، والاهم من ذلك ان الدائنين لا يستطيعون تحصيل حقوقهم تجاه الغير او بعضها، اي ان جميع الاطراف تخسر وان لا رابح في هذه الحالات.

الظروف الراهنة تدعوا السلطات المختصة وفي ظل جائحة كوفيد 19 وتداعياتها لابد من النظر بيسر مع المتعثرين والمطلوبين قضائيا او / و صدرت بحقهم احكام غيابية بشأن قضايا مالية ومنازاعات تجارية لاسيما وان اعداد كبيرة من المتعثرين غادورا المملكة خشية الحبس واصبحوا بين حجري الرحي، فلا هم قادرون على تحمل الغربة وغير قادرين العودة خشية مواجهة ظروف صعبة ربما اقلها الحبس والمعاناة المالية.

هذه الايام يعيش الاردن في عين عاصفة فيروس كورونا المستجد .. من اصابات ووفيات وتباطوء اقتصادي وتجاري وتحديات مالية وإجتماعية مركبة، فالحاجة تتطلب رعاية جميع الاردنيين من حيث المعونات والتشغيل ونظرة فاحصة لظاهرة اقلقت الاردن وهي الغارمات، وهذه الايام نحن امام تحديات من نوع جديد للمتعثرين والغارمات في حال التحول من قانون الدفاع الى الحياة الطبيعية، وللإفلات من ذلك لا بد من رسم منحنى واضح للتعامل مع هذا الكم الكبير من التداخلات التي ارهقتنا وربما تستمر لسنوات إن لم نوقفها وهي مثل كثرة ثلج يتفاقم حجمها وسرعتها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى