نحو مستقبل خالٍ من الدخان.. دروس نتعلمها من اليابان
وفقاً لشركة “فيليب موريس إنترناشيونال”، تراجع مبيعات السجائر في اليابان ينطوي على دروس قيمة للصحة العامة
من المعروف أن تدخين السجائر يسبب العديد من الأمراض الخطيرة، مثل أمراض القلب والسرطان. وتشير التقديرات إلى تسببه بنحو 8 ملايين حالة وفاة كل عام على مستوى العالم.
لكن الجهود المبذولة لمنع الناس من التدخين، ودعم أولئك الذين يحاولون الإقلاع عنه، هي السبيل الأمثل للحد من الضرر الناجم عن استهلاك التبغ، وفي حين يعد أفضل خيار للمدخنين هو الإقلاع عن ذلك، لكن للأسف، لا يزال العديد منهم يختارون التدخين.
بالنسبة لأولئك الذين يستمرون بالتدخين، قد يكون الانتقال إلى بدائل أفضل بالدليل العلمي هو المفتاح للتسريع من تراجع نسبة المدخنين، وبحسب منظمة الصحة العالمية، هناك أكثر من مليار مدخن في العالم اليوم، ومن المتوقع أن يظل هذا الرقم مستمرا حتى عام 2025.
إلا أن عندما يتعلق الأمر بأضرار التدخين لايزال العديد من الناس يعتقدون أن النيكوتين هو المشكلة الرئيسية مع أن الأدلة كشفت أن هذا الأمر غير صحيح.
وبالرغم من أن مادة النيكوتين تسبب الإدمان ولا تخلو من المخاطر، إلا أنها ليست السبب الرئيسي للأمراض المرتبطة بالتدخين، في الواقع المواد الكيميائية السامة في الدخان الناتج عن حرق التبغ هي المشكلة الرئيسية. ففي بعض الدول “مثل المملكة المتحدة ونيوزيلندا”، يُنظر إلى استخدام منتجات التبغ والنيكوتين الجديدة كبديل ملائم للمدخنين الذي لا يقلعون، وتم التشجيع على استخدامها من قبل هيئات الصحة العامة.
ومن الدول التي تستحق تسليط الضوء عليها دولة اليابان، فرغم عدم وجود سياسات رسمية للتشجيع على هذه النقلة، تحول العديد من المدخنين إلى منتجات نيكوتين جديدة مثل السجائر الإلكترونية والتبغ المُسخّن. وخلال ست سنوات مرت منذ تقديم IQOS ومنتجات التبغ المسخن في 2014، شهدت IQOS نمواً متواصلاً عاماً بعد عام، لتصل إلى حصة سوقية تزيد عن 20%.
وكشفت دراسة أجرتها جمعية مكافحة السرطان الأميركية، أن الانخفاض في مبيعات السجائر في اليابان جاء بعد توفير منتجات التبغ المُسخّن في البلاد. وقد حاول الباحثون تطبيق نماذج سببية بديلة لتفسير أرقام المبيعات، بما فيها الأسعار والتشريعات، إلا إنه كان من الصعب شرح انخفاض مبيعات السجائر بدون الأخذ بعين الإعتبار عامل توفر التبغ المسخن. كما توصلت الدراسة إلى أن منتجات التبغ المسخن “غالباً أدّت لانخفاض مبيعات السجائر في اليابان”.
أما دراسة ثانية مستقلة أجرتها “المجلة الدولية لأبحاث البيئة والصحة العامة” بين عام 2015 و2019، فتجد أن مبيعات السجائر انخفضت في اليابان بنسبة 34% في اليابان، في حين ارتفعت مبيعات منتجات التبغ المُسخّن 5.1 مليار عود تبغ إلى 37.1 مليار، واستنتجت الدراسة أن “الانخفاض المتسارع في مبيعات السجائر فقط منذ عام 2016 يتزامن مع توفير ونمو مبيعات منتجات التبغ المسخن”.
قد يلهم الانخفاض في مبيعات السجائر في اليابان الدول الأخرى لوضع أهداف مماثلة. ومن خلال التشجيع التنظيمي والصحيح، والدعم المجتمعي، والبدائل المبتكرة ذات الضرر الأقل والمستندة إلى العلم، أصبح المستقبل من دون سجائر ممكنًا.