آراء إقتصاديةشركات عالمية

بعد أن كانت مدينة الأغاني والقصائد.. بيروت تتشح بالحزن والقهر على وقع كساد اقتصادي أليم

بدو أن حالة الغضب والانفجار الشعبي الذي تشهده شوارع بيروت منذ نهاية 2019 ولغاية اليوم لم تصل أصواته بعد إلى مسامع القائمين عليها.

غضب تصاعدت حدته عقب الانفجار الكارثي لمرفأ بيروت العام الماضي، مازال صداه يدوي في قلوب اللبنانيين، اليوم الأسود الذي وسمت به بيروت بالمدينة المنكوبة.

بعد أن كانت مدينة الأحلام والأغاني والقصائد بيروت التي لطالما كانت تهدي الفرح للعالم بالمجان حولها الفساد والإهمال، إلى مدينة يكسوها الحزن والقهر على من فقدتهم مع سعيها المتواصل لمحاكمة المسؤولين عن مقتلهم.

وكأحجار الدومينو يتداعى الاقتصاد اللبناني..

الليرة تواصل انهيارها وسعرها يقارب الـ 20 ألف مقابل الدولار الواحد في السوق السوداء، والسواد الحالك يخيم على المدينة دون أمل برؤية ضوء في نهاية النفق.

رغيف الخبز أصبح ترفاً على موائد الفقراء عقب رفع سعره في حين أن الدواء مفقود في الصيدليات للمتعبين من اللبنانيين الذين فقدوا توازنهم، وأصبح الاشتباك فيما بينهم مشهداً يومياً في المتاجر والأسواق.

وعلى طوابير الانتظار أمام محطات البنزين والمصارف بانتظار معجزة سماوية للخلاص من إعصار تسونامي الاقتصادي الذي يواصل زرع مخالبه في جسد بيروت.

تلك المدينة التي مازالت تحاول التعافي من جراح الماضي عقب الحرب الأهلية والتي مضى عليها نحو أربعة عقود.

تلك الحرب التي فشل فيها الجوع بالجلوس على موائد اللبنانيين يغتال اليوم طمأنينتهم ويدفع بهم إلى الساحات للانفجار قهرا على تردي أوضاعهم المعيشية وحال لسانهم يقول ان أصوات الجوع أسوأ من أصوات القذائف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى