تباين الأسهم العالمية وسط قلق من الفائدة وأسعار الطاقة
تباينت مؤشرات الأسهم العالمية في التعاملات أمس وسط تزايد قلق المستثمرين في العالم من احتمالات تشديد السياسة النقدية في الولايات المتحدة والترقب بشأن وتيرة رفع أسعار الفائدة وارتفاع تكاليف الطاقة، حيث تراجعت البورصات الأمريكية والصينية، فيما خالفت الأسهم الأوروبية واليابانية الاتجاه.
وفي بورصة «وول ستريت» الأمريكية فتح المؤشران ستاندرد اند بورز 500 وناسداك على انخفاض وفتح المؤشر ستاندرد اند بورز 500 على انخفاض 0.38 نقطة، بما يعادل 0.01%، إلى 4198.74 نقطة، ونزل مؤشر ناسداك المجمع 8.69 نقاط، أو 0.07%، إلى 12630.58 نقطة. وصعد مؤشر داو جونز الصناعي 1.65 نقطة إلى 33293.43 نقطة. وأكد جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي التزام البنك الصارم كبح جماح التضخم المتسارع، محذراً من أن رفع معدلات الفائدة قد يتسبب في بعض الألم للاقتصاد الأمريكي. وقال «باول» في خطابه في منتدى «جاكسون هول» بولاية وايومنغ، إن الاحتياط الفيدرالي سوف يستخدم أدواته بقوة للتعامل مع التضخم الذي لا يزال قرب أعلى مستوياته في 40 عاماً.
وأشار رئيس الفيدرالي إلى أنه لا مجال للتوقف عن تشديد السياسة النقدية، رغم أن معدلات الفائدة الحالية من المرجح أن تكون وصلت للمستوى المحايد، والذي لا يقيد أو يحفز النمو الاقتصادي. ورفع الاحتياط الفيدرالي معدل الفائدة 4 مرات منذ بداية العام الجاري ليصل إلى نطاق 2.25% و2.50%، بعد أن كان قرب الصفر في بداية هذا العام.
وأضاف «باول»: «في حين أن معدلات الفائدة المرتفعة والنمو الاقتصادي البطيء وظروف سوق العمل الضعيفة ستؤدي إلى خفض التضخم، إلا أنها سوف تتسبب في بعض الألم للأسر والشركات، هذه هي التكاليف المؤسفة لمحاولات إبطاء التضخم، لكن الفشل في استعادة استقرار الأسعار سيعني ألماً أكبر بكثير». وينتظر المستثمرون اجتماع مجلس الاحتياط الفيدرالي في شهر سبتمبر المقبل، وسط خلافات حول إمكان رفع معدلات الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس للمرة الثالثة على التوالي أو الاكتفاء بزيادة 50 نقطة. وارتفعت الأسهم الأوروبية إذ أدى صعود «وول ستريت» بدعم شركات التكنولوجيا الليلة قبل الماضية إلى ارتفاع نظيراتها الأوروبية، لكن المعنويات تأثرت بالمخاوف بشأن وتيرة رفع أسعار الفائدة وارتفاع تكاليف الطاقة. وارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.4% ويتجه لإنهاء الأسبوع على هبوط بنسبة 0.5%. وأظهر مسح أن ثقة المستهلكين في ألمانيا ستسجل مستوى قياسياً منخفضاً للشهر الثالث على التوالي في سبتمبر مع استعداد الأسر لارتفاع فواتير الطاقة، في حين ارتفعت ثقة المستهلكين في فرنسا بشكل غير متوقع في أغسطس. وارتفعت أسهم شركات التعدين مع صعود أسعار النحاس على أمل أن تعزز إجراءات التحفيز الجديدة من الصين الطلب، وارتفعت أسهم التكنولوجيا 1%.
صعود ياباني
وأغلقت الأسهم اليابانية على ارتفاع طفيف بعدما تخلت عن بعض مكاسبها في أوائل المعاملات وأغلق مؤشر نيكاي على ارتفاع 0.57% عند 28641.38 نقطة، بعدما صعد في وقت سابق من الجلسة إلى 28792.93 نقطة. وتخلى مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً أيضاً عن بعض مكاسبه المبكرة ليغلق مرتفعاً بنسبة 0.15% عند 1979.59 نقطة. وتلقت السوق دعماً من الارتفاع الذي قادته أسهم شركات التكنولوجيا في «وول ستريت» أول من أمس مع تراجع عائدات سندات الخزانة الأمريكية، إذ كان العديد من مسؤولي مجلس الاحتياط الاتحادي متحفظين تجاه معدل رفع أسعار الفائدة الذي سيوافقون عليه في اجتماعهم الشهر المقبل.
وسجل نيكاي انخفاضاً أسبوعياً 1% بعدما ارتفع على مدى 3 أسابيع. ومن بين الأسهم المدرجة على المؤشر نيكاي، وعددها 225، ارتفع 134 سهماً مقابل انخفاض 83 واستقرار 8 أسهم. وسجلت أسهم الشركات الصناعية أفضل أداء، تليها أسهم شركات المواد الأساسية والتكنولوجيا، بينما كانت أسهم شركات الطاقة الخاسر الأكبر بعد انخفاض أسعار النفط الخام الليلة الماضية.
وأغلقت الأسهم الصينية على انخفاض رغم التدابير التي اتخذتها الحكومة لإنعاش النمو الاقتصادي. وعلى صعيد الأزمة الصينية الأمريكية، علقت الولايات المتحدة 26 رحلة جوية كانت في طريقها إلى الصين رداً على قرار الحكومة الصينية تعليق بعض رحلات شركات الطيران الأمريكية بسبب إصابات كوفيد-19. وأغلق مؤشر «شنغهاي المركب» منخفضاً بنحو 0.31% إلى 3236 نقطة، مسجلاً خسارة أسبوعية بنسبة 0.67%. وهبط مؤشر «سي إس آي 300» بنسبة طفيفة 0.21% إلى 4107 نقاط، وتراجع «شنتشن المركب» 0.42% إلى 2146 نقطة.