الأسهم الآسيوية ترتفع مع ارتفاع الدولار في ظل استراحة الدولار
شهدت الأسواق الآسيوية اليوم أكبر مكاسب لها في شهر، مما يشير إلى لحظة استراحة للمستثمرين أثناء تقييمهم لمستقبل أسعار الفائدة. فقد تراجع الدولار الأمريكي، الذي كان يرتفع مؤخرًا، مما سمح لأسواق السندات بالاستقرار. وجاء هذا التحول في المشهد المالي في الوقت الذي تراجع فيه المتداولون خطوة إلى الوراء للنظر في مسار أسعار الفائدة.
ووجدت أسعار النفط بعض الاستقرار بعد أن شهدت أكبر انخفاض لها منذ أكثر من شهرين، مدفوعة بالمخاوف بشأن الطلب وغياب أي إجراء فوري من إسرائيل أو الولايات المتحدة ردًا على الهجوم الإيراني على إسرائيل خلال عطلة نهاية الأسبوع. وعلى الرغم من التوترات الجيوسياسية، لا يتوقع المحللون فرض عقوبات جديدة صارمة على النفط الإيراني الذي يمثل حوالي 3% من الإنتاج العالمي.
ارتفع مؤشر MSCI الأوسع نطاقًا لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 1%، مع ارتفاعات ملحوظة بما في ذلك ارتفاع مؤشر Kospi الكوري الجنوبي بنسبة 2% ومؤشر Hang Seng في هونج كونج بنسبة 1%. ومع ذلك، شهدت هذه المؤشرات انخفاضات أسبوعية وشهرية على حد سواء.
كما شهد مؤشر نيكاي الياباني ارتفاعًا متواضعًا بنسبة 0.3% اليوم، على الرغم من أنه في طريقه لتسجيل أكبر انخفاض أسبوعي له منذ عام 2022، بعد أن انخفض بنسبة 3.6% هذا الأسبوع. كما عكست أسواق العقود الآجلة أيضًا اتجاهًا إيجابيًا، حيث ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.4%، وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 بنسبة 0.5%، وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر فوتسي (LON:LSEG) بنسبة 0.3%، في حين لم تشهد العقود الآجلة الأوروبية أي تغيير.
وقد تأثر تراجع الدولار من قممه الأخيرة باتفاقية ثلاثية فريدة من نوعها بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا، والتي تنطوي على التشاور الوثيق بشأن مسائل الصرف الأجنبي وتشير إلى إمكانية التدخل للحد من المزيد من مكاسب الدولار في آسيا.
أما في أسواق السندات، فقد ظلت توقعات أسعار الفائدة الأمريكية قصيرة الأجل مستقرة نسبيًا، مع ارتفاع في أسواق السندات الآسيوية اليوم. وانخفضت العوائد على السندات الحكومية اليابانية لأجل عشر سنوات بمقدار نقطتي أساس لتصل إلى 0.86%. وبالمثل، انخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل عشر سنوات بمقدار 1.6 نقطة أساس لتصل إلى 4.569%، واستقرت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين والتي كانت قد وصلت إلى 5% في وقت سابق اليوم عند 4.92%.
وفي قطاع التكنولوجيا، أعلنت شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات (TSMC) عن زيادة مفاجئة في الأرباح بنسبة 9%، متجاوزةً بذلك توقعات السوق. ويُعزى هذا النمو إلى زيادة الطلب على تطبيقات الذكاء الاصطناعي. وتتوقع شركة TSMC المزيد من التحسن في الأعمال التجارية في النصف الثاني من العام، على النقيض من الأرباح المخيبة للآمال التي كشفت عنها شركة ASML الموردة لمعدات صناعة الرقائق يوم الأربعاء.
وتعرضت أسواق الأسهم لضغوط في أعقاب موجة من بيع السندات وشراء الدولار، مدفوعة باستمرار ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية التي أشارت إليها اللهجة الأخيرة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي والتضخم الأمريكي المستمر. وشهد مؤشر ناسداك، الحساس لتحركات أسعار الفائدة، انخفاضًا بنسبة 3% هذا الأسبوع.
وتعرض اليورو لضغوط مع استعداد صانعي السياسة الأوروبيين لخفض أسعار الفائدة في غضون شهرين، على الرغم من أنه تعافى قليلاً من أدنى مستوياته في خمسة أشهر هذا الأسبوع، حيث يتم تداوله حاليًا عند 1.0680 دولار أمريكي. كما شهد الدولار الأسترالي أيضًا انتكاسة طفيفة بسبب خسائر غير متوقعة في الوظائف في مارس ولكنه استقر منذ ذلك الحين حول 0.6446 دولار.
ويتم تداول الين بالقرب من أدنى مستوى له منذ ثلاثة عقود عند 154.32 مقابل الدولار، حيث يراقب المتداولون في السوق أي تدخل محتمل إذا ما تجاوز 155.
ويجري تداول اليوان الصيني عند 7.2357 مقابل الدولار الواحد، وقد تراجع بنسبة 1.8% مقابل الدولار هذا العام. ويشير التعديل الأخير في نطاق تداوله إلى أن السلطات الصينية قد تسمح بمزيد من الانخفاض في قيمته.
وفي قطاع السلع، تراجعت أسعار الغاز الأوروبية من أعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر، وتوقف ارتفاع أسعار المعادن مؤقتًا ولكنه لم ينعكس. ارتفع النحاس بنسبة 12% هذا العام وتم تداوله عند 9,584 دولارًا للطن خلال الليل، في حين حافظ خام الحديد السنغافوري على قيمته عند ما يزيد قليلاً عن 110 دولارات للطن.
ولا يزال الذهب خجولاً من المستوى القياسي الذي سجله الأسبوع الماضي عند 2,376 دولار للأونصة.
وفي وقت لاحق من اليوم، من المتوقع صدور تصريحات من العديد من محافظي البنوك المركزية الأمريكية والأوروبية، إلى جانب صدور بيانات مطالبات البطالة الأمريكية. بالإضافة إلى ذلك، ستجذب تقارير الأرباح من بلاكستون ونيتفليكس اهتمامًا كبيرًا من المستثمرين.
