معارض ومؤتمرات

قمة الويب قطر… حضور قوي لعمالقة التكنولوجيا وقفزة بالشركات القطرية الناشئة

اختتمت في الدوحة، النسخة الثانية من “قمة الويب قطر 2025″، التي تُعد واحدة من أبرز الفعاليات التقنية والرقمية على مستوى العالم، وحظيت بمشاركة قياسية، وجمعت تحت مظلتها عددا من قادة الفكر التكنولوجي ورواد الأعمال والشركات العالمية لبحث مستقبل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وتأثيره على الاقتصاد والتنمية المستدامة.

وحسب المؤسس والرئيس التنفيذي لقمة الويب، بادي كوسغريف، شهدت النسخة الثانية من القمة زيادة هائلة في عدد الحضور، إذ وصل عدد المشاركين إلى 25 ألفا و747 شخصا من 124 دولة، إلى جانب 1520 شركة ناشئة، منها 47.7% شركات أسستها سيدات، وهو ما يمثل ارتفاعا بأكثر من 50% عن قمة 2024، كما بلغت نسبة السيدات المشاركات في القمة 37% من إجمالي الحضور، وارتفع عدد الشركات الناشئة القطرية المشاركة في القمة، بنسبة 140%، من 95 شركة في النسخة الماضية إلى 228 شركة هذا العام.

قفزة الشركات الناشئة في قطر

واعتبر كوسغريف، الذي تحدث في مؤتمر صحافي، أن “هذا النمو الكبير هو مؤشر واضح على التحول الذي تشهده قطر في قطاع ريادة الأعمال، إذ تدعم الدولة الابتكار، ونحن نرى نتائج ذلك تتجسد في هذا العدد المتزايد من الشركات الناشئة القطرية الطموحة”.

وأشار كوسغريف إلى أن 723 مستثمرا يشاركون في القمة، مما يوفر فرصا هائلة للشركات الناشئة للتواصل مع الممولين، كما يحضر 168 شريكا استراتيجيا من عمالقة التكنولوجيا، مثل أمازون، ومايكروسوفت، وميتا، وتيك توك، وهواوي، وآي هارت ميديا، إضافة إلى 381 متحدثا من رواد الفكر والتكنولوجيا، وورش عمل وجلسات نقاشية تغطي أحدث الاتجاهات العالمية.

وفي مؤشر على قوة التأثير الاقتصادي للقمة، كشف كوسغريف أن 148 شركة ناشئة شاركت في نسخة العام الماضي من القمة نجحت في جمع استثمارات تجاوزت 30 مليار دولار خلال عام واحد، وتستضيف قطر قمة الويب سنويا لغاية 2028.

واعتبرت مديرة إدارة الابتكار الرقمي في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إيمان الكواري، قمة الويب واحدة من أهم المنصات العالمية لرواد الأعمال، والمبتكرين، والمستثمرين، مشيرة إلى أن استضافة قطر لهذا الحدث الكبير تعزز مكانتها مركزا جاذبا وأساسيا لجميع المهتمين بالتكنولوجيا وريادة الأعمال.

ست محافظ استثمارية

وأكدت الكواري أن النسخة الثانية شهدت تحقيق قطر جميع وعودها على أرض الواقع، حيث انتقلت من الإعلان خلال العام الماضي عن محفظة استثمارية بقيمة مليار ريال، إلى توفير ست محافظ استثمارية هذا العام، لدعم الشركات الناشئة، مما يعكس التزام الدولة بتعزيز البيئة الابتكارية وجذب الاستثمارات.

ويرى الأستاذ في كلية الاقتصاد في جامعة قطر، جلال قناص، في حديث لـ”العربي الجديد”، أن تنظيم قمة الويب في قطر حدث بالغ الأهمية، خاصة في ظل التنافس العالمي المتزايد في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا. وأشار إلى أن القمة تؤكد مكانة قطر كمركز رئيسي للابتكار الرقمي والذكاء الاصطناعي في المستقبل، وتكمن أهميتها في جمعها لرواد التكنولوجيا، ورجال الأعمال، والمستثمرين، والشركات الناشئة، بالإضافة إلى الأكاديميين والمختصين وصناع القرار، مما يعزز التعاون ويخلق انعكاسات إيجابية على الاقتصاد القطري.

وأشاد بتركيز القمة على عناوين مهمة مثل تطوير البنية التحتية الرقمية والتكنولوجية، بما في ذلك الحوسبة السحابية وتعزيز الأمن السيبراني، بالإضافة إلى تحسين الإطار التشريعي والتنظيمي لدعم استخدام الذكاء الاصطناعي، مع وجود بنية تحتية متقدمة سيدعم جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ويعزز إنشاء شركات جديدة داخل قطر، مما يخلق فرص عمل ويدعم تطوير مهارات الشباب القطري.

تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي

واعتبر قناص الاتفاقية التي وقعتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات القطرية مع شركة “Scale AI” الأميركية لمدة خمس سنوات، إحدى النتائج المهمة والتي تهدف إلى تطوير تطبيقات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين الخدمات الحكومية وزيادة كفاءتها، مما يدعم أيضًا تحسين البنية التحتية التشريعية والتنظيمية.

ولفت إلى أن تحسين البنية التحتية التكنولوجية سيدعم القطاع المالي والتكنولوجي، ويوفر خدمات أسرع وأكثر دقة وأمانًا، كما سيعزز التحول في قطاعات الصناعة والطاقة، خاصة في مجالات جمع البيانات وتحليلها، والكفاءة التشغيلية، والتحول نحو الطاقة المتجددة. بالإضافة إلى ذلك، سيسهم الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الرعاية الصحية والطبية.

وأشار أستاذ في كلية الاقتصاد إلى فرص كبيرة لقطر لتصبح وجهة مفضلة للاستثمارات التكنولوجية، منبها إلى تحديات، في ظل المنافسة الإقليمية مع دول مثل الإمارات والسعودية، والتي تعمل أيضا على تطوير قطاعات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، معتبرا أن تعزيز الأمن السيبراني وسد الفجوة في المهارات الرقمية من التحديات الرئيسية التي تتطلب تعاونًا وثيقًا بين القمة والمؤسسات الأكاديمية لتعزيز البرامج التعليمية المتقدمة.

مركز عالمي للابتكار وريادة الأعمال

وفي هذا الإطار، أكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، محمد بن علي بن محمد المناعي، التزام قطر بأن تصبح مركزا عالميا للابتكار وريادة الأعمال، مشيرا إلى الجهود المتواصلة التي تبذلها الدولة لجذب المبتكرين والشركات التكنولوجية الرائدة، من خلال توفير منصات عالمية المستوى، وآليات دعم متكاملة.

وقال المناعي خلال مشاركته في فعاليات القمة، إن دولة قطر تسعى لتعزيز مكانتها وجهة مثالية للمبتكرين والشركات العالمية الرائدة.

ولا يمكن تحقيق هذا الهدف دون منصات رقمية متطورة، مثل قمة الويب، التي تعكس إمكانات الدولة وقدراتها التنافسية، إلى جانب التسهيلات التي تقدمها لاحتضان رواد الأعمال وتمكينهم للانطلاق من قطر نحو الأسواق العالمية”.
وفي جلسة حوارية بعنوان “تطوير صناعة الطيران: كيف تحدد الخطوط الجوية القطرية معايير التميز”، أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية، بدر محمد المير، أن الرؤية المستقبلية للشركة تستشرف احتياجات المسافرين خلال العقود القادمة، مشيرا إلى أنها تتقدم بمراحل على منافسيها في مجال الابتكار، وتطوير خدمات الطيران، وتعزيز تجربة المسافرين”. وأوضح المير أن الناقلة الوطنية تعتمد على التخطيط الاستباقي واستشراف التقنيات المستقبلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى