د. مروة بنت سلمان آل صلاح: القائد العربي الذي يعيد صياغة قواعد الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي

في مشهد تتقاطع فيه المعرفة بالتأثير، والابتكار بالهوية، تألقت الدكتورة مروة بنت سلمان آل صلاح، رائدة الذكاء الاصطناعي والمدن الذكية، في افتتاح فعاليات المؤتمر العلمي العربي حول الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، الذي تحتضنه مدينة الحمامات التونسية بين 12 و14 يوليو 2025، وسط حضور علمي وقيادي من مختلف أنحاء العالم العربي.
وبصفتها متحدثة رئيسية، قلبت د. مروة المعادلات السائدة بمداخلتها حول “تقنية الموظف الذكي”، إحدى ابتكاراتها الثورية التي ولدت من رحم التحديات المؤسسية العربية، لتقدم حلا تقنيا فائقا يحدث تحولا جذريا في مفهوم الوظيفة والإدارة، ويعيد برمجة العلاقة بين الموظف والآلة والمجتمع بلغة المستقبل.
التقنية التي طورتها ضمن مؤسسة “مروة صلاح لتقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي”، لم تصمم فقط لمواكبة الرقمنة، بل لتقودها من منظور جديد، يضع الإنسان في قلب المعادلة لا على هامشها، ويحول الذكاء الاصطناعي من أداة إلى شريك معرفي في صناعة القرار.
كما قدمت د. مروة ورشة تكوينية رفيعة المستوى حول المدن الذكية، كشفت فيها عن تجاربها التطبيقية ونماذج الأعمال التي تقودها مؤسستها، مسلطة الضوء على مشروع “الوسم”؛ وهو منصة رقمية غير مسبوقة، تعيد تعريف العلاقة بين المعرفة، والسياحة، والفضاء، في إطار بيئة افتراضية مستدامة تعكس هوية المنطقة وتخاطب العالم بلغة الإبداع.
ولم يكن الحضور الرمزي أقل أهمية من التقني، فقد جاء تتويجا لاختيارها ضمن أبرز عشر سيدات عالميات في مجال تمكين المرأة بالتقنيات المتقدمة، وفق تصنيف صادر عن الأمم المتحدة، تأكيدا على دورها في بناء جسور رقمية بين النساء العربيات والمستقبل، وتقديم نماذج تدريبية غير تقليدية تتجاوز مجرد المهارات نحو تشكيل الوعي التكنولوجي.
تجسد د. مروة نموذجا متكاملا للمرأة العربية المعاصرة؛ قوية في حضورها، محتشمة في مظهرها، وواعية بدورها المجتمعي والمعرفي. وهي أيضا صورة ناصعة للطموح الأردني حين يترجم إلى إنجاز فعلي على الساحة الدولية، بصوت هادئ ورؤية بعيدة المدى، تجمع بين الأصالة والحداثة.
جاءت مشاركة الدكتورة مروة بنت سلمان آل صلاح في هذا المحفل العلمي العربي كامتداد طبيعي لمسيرتها المهنية التي تجمع بين الابتكار العملي والرؤية الإستراتيجية.
لقد قدمت نموذجا حيا لما يمكن أن تساهم به الكفاءات العربية حين تمنح المساحة لتصميم حلولها، وتنفيذ رؤاها، والانطلاق من خصوصيتها الثقافية نحو العالمية.
بعيدا عن الشعارات، حرصت د. مروة على تقديم محتوى تطبيقي، قابل للتنفيذ، يرتكز على خبرة ميدانية وممارسات مؤسسية فعلية، ما يجعل حضورها في المشهد الرقمي العربي ليس فقط تمثيلا لامرأة في مجال التقنية، بل تمثيلا لفكر مستقل يعيد تعريف العلاقة بين التقنية والمجتمع في عالمنا العربي.
وفي كل خطوة تخطوها د. مروة بنت سلمان آل صلاح، تتقدم الرؤية على التكرار، ويكبر الحلم ليشمل أمة بأكملها. إنها ليست مجرد مشاركة في مؤتمر، بل إشارة أولى في خريطة طريق نحو مستقبل تصنعه العقول العربية لا تلاحقه، وتكتبه امرأة جعلت من رؤيتها بوصلة للنهضة، ومن التصميم عنوانا للقادم.
وحين تلتقي الرؤية بالفعل، وتترجم الطموحات إلى نماذج حية، تصبح الحكاية أبعد من إنجاز… وتبدأ من هنا، حيث وضعت د. مروة بنت سلمان آل صلاح أول حجر في طريق عربيٍ جدي واعد، ذكي، ويعرف تماما إلى أين تتجه بوصلته ومن هو عرابه.