مروة صلاح… ريادية تصنع التحول الرقمي من عمّان

بعد إطلاقها مشروع «المملكة الرقمية»
في مشهد يؤكد مكانة الأردن كمركزٍ متنامٍ في التحول الرقمي، برزت الدكتورة مروة صلاح كإحدى الشخصيات الريادية التي تمزج بين الفكر الابتكاري والرؤية الاقتصادية الحديثة، بعد إطلاقها مشروع «المملكة الرقمية».
ويهدف المشروع إلى تحويل الأردن إلى مملكة رقمية عادلة الأثر وشفافة التطبيق، تمتد خدماتها إلى جميع المحافظات، لتضمن عدالة الوصول الرقمي وعدم اقتصار التحول على العاصمة فقط.
ترى الدكتورة مروة أن مشروع «المملكة الرقمية» لا يمثل مجرد نقلة تقنية نحو الأدوات الرقمية، بل هو استثمار في الإنسان والمعرفة، ويضع الشباب الأردني في قلب مشهد الابتكار وصناعة المستقبل، انسجاما مع الرؤية الوطنية للتحول إلى اقتصاد معرفي مستدام.
وتوضح أن جوهر المشروع يقوم على توطين المعرفة الرقمية وتمكين المجتمع من أدوات الذكاء الاصطناعي لبناء بيئة تنموية عادلة وشفافة تُعيد تشكيل منظومة الخدمات في التعليم، والصحة، والسياحة، والبنوك، والنقل كمرحلة أولى من مراحل التنفيذ.
تقول مروة صلاح:«مع «المملكة الرقمية» نسعى لتمكين الشباب والنساء وجعلهم شركاء حقيقيين في الاقتصاد الرقمي.
رحلة الدكتورة مروة لم تبدأ من قاعات المؤتمرات، بل من شغفٍ مبكر بالتكنولوجيا والمحتوى الرقمي، وإيمانٍ عميق بأهمية إثراء الوجود العربي في الفضاء الرقمي العالمي.
جمعت الدكتورة مروة بين الإبداع التقني والفكر الإعلامي، لتصبح اليوم واحدة من الأصوات النسائية العربية الرائدة التي تُحدث فرقًا حقيقيًا في مشهد التحول الرقمي.
بدأت مسيرتها بتطوير مبادرات ومشاريع تُعزّز جودة المحتوى العربي على الإنترنت، مركّزة على تمكين الشباب والنساء العرب من إنتاج محتوى احترافي يعكس الهوية الثقافية ويواكب التطورات المتسارعة في الإعلام والتكنولوجيا.
ومع مرور الوقت، تحولت هذه المبادرات إلى رؤية متكاملة للتحول الرقمي العربي تتجسد اليوم في مشروع «المملكة الرقمية“من خلال مؤسسة مروة صلاح لتقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي، التي أسستها لتكون منصة وطنية للابتكار، عملت على تطوير حلول رقمية ذكية تدعم التحول الاقتصادي والاجتماعي في الأردن والمنطقة.
وتتبنّى المؤسسة نهجا يقوم على الدمج بين التحول الرقمي والتنمية الإنسانية المستدامة، بما يضمن أن يكون أثر التكنولوجيا إيجابيًا وشاملًا وعادلاً لجميع فئات المجتمع.
ولأنها ترى أن العدالة الرقمية لا تنفصل عن العدالة الاجتماعية، فقد أولت مروة اهتماما خاصا بتمكين المرأة في مجالات التقنية.
فمن خلال برامجها التنموية، عملت في أكثر من 22 دولة على تدريب النساء وتمكينهن من أدوات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية لدعم مشروعاتهن الريادية وتحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية.
وتؤمن أن تمكين المرأة في العالم الرقمي ليس خيارا، بل ضرورة لبناء مجتمعات متوازنة ومبدعة.
وقد نالت مؤخرا جائزة الابتكار في الشمول المالي والأثر الاجتماعي تقديرًا لدورها في تمكين الفئات الأقل حظًا من النساء والشباب، وإطلاقها برامج تدريبية متخصصة لبناء مهارات الجيل الجديد في التكنولوجيا المالية والتحول الرقمي المسؤول.
تؤمن الدكتورة مروة بأن التحول الرقمي ليس غاية بحد ذاته، بل وسيلة لبناء مجتمعات أكثر عدلًا واستدامة. تقول دائمًا:
«الابتكار الحقيقي هو الذي يصنع أثرًا ملموسًا في حياة الناس، لا في مؤشرات السوق فقط».
رحلتها اليوم تمثل قصة نجاح أردنية وعربية في آنٍ معًا قصة تجمع بين الفكر والتطبيق، بين الحلم والمسؤولية، وتؤكد أن الطموح والمعرفة قادران على تحويل الرؤية إلى واقع.
هي تجربة تُجسّد كيف يمكن للقيادة والفكر الواعي أن يصنعا تحوّلا استراتيجيا من قلب عمّان نحو العالم، وأن المرأة العربية قادرة ليس فقط على المشاركة في صناعة المستقبل الرقمي، بل على قيادته ورسم ملامحه بثقةٍ واقتدار.