لماذا تعتبر الأسهم القيادية طوق النجاة لمستثمري بورصات الخليج ومصر؟
دفعت الأسهم القيادية مؤشرات أسواق المال الخليجية ومصر لإنهاء التعاملات الأسبوعية باللون الأخضر وهو ما ينبأ بتحول أنظار بعض المتداولين من الأسهم الصغيرة إلى الأسهم الكبرى تزامنا مع وجودها عند مستويات مغرية وتزايد التوصيات من قبل مؤسسات مالية باقتنائها حاليا في ظل ارتفاع وتيرة الاستقرار الصحي من تداعيات كورونا مع تزايد حملات التطعيم، إضافة للهدوء للأوضاع الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط.
وبحسب إحصائية أعدتها “معلومات مباشر”، مثل النشاط على الأسهم القيادية طوق النجاة للبورصة المصرية حيث ساهم في إنهاء أطول سلسلة خسائر أسبوعية لها منذ أبريل الماضي، وكانت لها دور بالسوق السعودية والتي دفعته لاستكمال سلسة المكاسب للأسبوع السابع على التوالي.
كما استطاع سهم إعمار العقارية القيادي بعد توصية من أحد المؤسسات المالية باقتنائه في الارتفاع بسوق دبي للأسبوع الثالث على التوالي مسجلا أعلى إغلاق اسبوعي له في 20 شهرا، كما ارتفع سوق أبوظبي المالي طفيفا، وسجلت بورصة قطر مكاسب اسبوعية بنحو 0.3% مرتفعا للاسبوع الثاني على التوالي.
قيمة حقيقة
قال محمد جاب الله، رئيس قطاع تنمية الأعمال والاستراتيجيات بشركة بايونيرز لتداول الأوراق المالية، لـ”معلومات مباشر”، إن هناك نوعان من الاسهم أسهم القيمة وأسهم المضاربات حيث إن أسهم القيمة هى التى تحمل أصولها وبمعنى أدق صافي حقوق الملكية لديها أعلى من سعرها المتداول على شاشات البورصة أو مايعرف بالقيمة السوقية.
وأوضح أن أسهم المضاربات التى لا يعني المضارب فيها قيمتها الحقيقية ولكن يعنيه التحرك السعري فيها لتحقيق أرباح رأسمالية سريعة، مبينا أنه وبناءا على ماتقدم فإن أسهم القيمة هى فعليا طوق النجاه لان حتى وإن طال بها الأمد ولم تتحرك قيمتها السوقيه إلا أنها تحمل فى طياتها قيمة غالبا ماتدور فى فلكها وهنا يكمن معنى الاستثمار الصحيح.
وتوقع أن تسيطر عمليات جني الأرباح على السوق المصري خلال جلسة الأحد ليعود المؤشر العام الثلاثيني مرة أخرى إلى مستويات 9800 و10100 نقطة ليستمر في ذلك حتى نهاية شهر يونيو الجاري.
ورجح، أن يواصل السوق المصري الصعود المتوازن له وأن يتجه مؤشره العام مستويات 10400 نقطة بداية من شهر يوليو المقبل وذلك بدعم قطاعات الدفع الاليكترونى والإسكان والموارد الاساسية.
استثمار مفضل
من جانبها، قالت حنان رمسيس الخبيرة الاقتصادية لدى شركة “الحرية لتداول الأوراق المالية”، لـ”معلومات مباشر”، إن الاسهم القيادية تعتبر ملاذ آمن لكثير من المتعاملين ولراغبي الاستثمار على المدى الطويل الاجل بأسواق المال ولراغبي الاحتفاظ بقيمة أموالهم ضد انخفاض اسعار الفائدة وارتفاع التضخم.
وأوضحت أن تلك الفكرة انطبقت علي سهم البنك التجاري الدولي وسهم مصر الجديدة ومدينة نصر للاسكان والتعمير و فوري وهيرمس وسوديك وهي الأسهم المدرجة بالبورصة المصرية، إضافة لسهم ارامكو عملاق الطاقة المستفيد الأكبر بالبورصة السعودية من ارتفاعات اسعار النفط.
وأشارت إلى أن من افضل القطاعات للاستثمار حاليا ببورصات الشرق الأوسط فهي قطاعات النقل والشحن والتفريع وذلك تفاؤلا بفتح الاقتصاديات وعودة التبادل التجاري كذلك السياحة والترفية إضافة لقطاع الرعاية الصحية والادوية والتقنية والتامين وهي القطاعات التي أثبت حضور قوي خلال جائحة كورونا.
استقرار وثبات
بدوره، نصح أحمد معطي، المدير التنفيذي لشركة في أي ماركتس في مصر، بالاستثمار في أسهم الشركات الكبرى لما تتميز بها من استقرار وثبات بالأداء المالي وفقا لنتائجها أعمالها، وقدرتها على التوسع بأسواق داخلية وخارجية جديدة بعكس الشركات الصغيرة التي تجد صعوبات في ذلك وتحتاج وقت أكبر من الشركات الكبرى.
وأضاف إن من المزايا التي تحملها الشركات الكبرى قلة المخاطرة وعدم تعرضها لتقلبات شديدة، متوقعا ان تشهد ارتفاعات الفترة القادمة بالبورصات الخليجية وخاصة السعودية لما يوجود هناك من طفرة اقتصادية خاصة في تنويع مصادر استثمارتهم.
ورجح أن تشهد البورصة المصرية مزيدا من المكاسب وأن تلامس مستويات 11 الف نقطة قريبا خاصة في ظل تحسن المؤشرات الاقتصادية وثبات المركزي لاسعار الفائدة بالاضافة الي قرب افتتاح مشاريع كثيرة بالعاصمة الادارية والعلمين والانتقال للجهمورية الجديدة.
حصن آمان
ومن جانبه، قال حسام عيد مدير إدارة الاستثمار بشركة إنترناشيونال لتداول الأوراق المالية، إن الاسهم القيادية والقوية ماليا تعتبر حصن امان للمستثمرين ويجب ان تكون جزء كبير من المحفظة المستثمرة بالاسواق المالية لانها ذات مخاطرة منخفضة وتتميز أن لها مستهدفات سعرية مرتفعة يالرغم من بطئ ادائها ولكن مستهدفاتها مؤكدة نتيجة لتحقيقها نتائج اعمال قوية يترتب عليها توزيعات ارباح دورية سنوية على المساهمين تكون نسبتها قريبة من فوائد البنوك.
وأوضح أن من أبرز القطاعات القوية ماليا وتوزيعات ارباح تقترب من نسبة فوائد البنوك قطاع العقارات والبنوك والبترول والتي تتميز شركاتهم المدرجة بها بقوة أدائها المالي.
عائد دوري
وبدوره، قال أيمن الزيات خبير أسواق المال ، إن المستثمرين يلجؤن إلى شراء الاسهم القياديه والكبرى خاصه الاسهم التى تحقق معدلات نمو مرتفعه والتى تتميز بربحيتها العالية وتعود عىل المستثمرين بعائد دوري أعلى من العائد البنكى.
وأوضح أن الاسهم القياديه تتميز بالسيوله العاليه فى احجام التداول الأمر الذي يسهل دخول والخروج منها بسهولة وان كانت في خلال الفتره الاخيره لم تحقق ارباح رأسمالية إلا أنها تعتبر طوق نجاه فى حاله الهبوط العنيف لمن داخل السوق.
جاذبة للأجانب
ومن جانبها، أكدت دينا صبحى عضو الجمعية المصرية للمحللين الفنين، إن الأسهم القيادية تعتبر مركز لثقل السيولة حيث إنها لا تتاثر حال وجود عمليات شراء أو بيع بكميات كبيرة على عكس الاسهم الصغيرة، موضحا أن من مميزات الاسهم القيادية يصعب التحكم فيها من عدد من الافراد على عكس الاسهم الصغيرة او صاحبة كم الاسهم المحدودة وسهل التحكم فيها بالصعود او الهبوط القوي.
وأشارت إلى أن الاسهم القيادية من المنتجات الاستثمارية الجاذبة للمستثمرين الاجانب والعرب بشكل كبير.
مستويات مغرية
وبدوره، أكد مينا رفيق، مدير البحوث بشركة المروة لتداول الأوراق المالية، لـ”معلومات مباشر”، أن الاسهم القيادية فى بورصة مصر تتداول عند مستويات مغرية لمن يرغب في استثمار أمواله حيث أنها تأثرت خلال الفترة الماضية بضغوط بيعية من قبل المؤسسات الأجنبية نتيجة لتراجع وزن السوق ككل فى مؤشر مورجان ستانلي.
وأكد أن الاسهم القيادية مازالت تمثل فرص جيدة للشراء ولاسيما المدرجة بقطاع الموارد الأساسية مع عودة نشاط حركة التجارة و والقطاع العقارى تزامنا مع محفزات برامج التمويل العقارى طويلة الأجل، إضافة لقطاع الخدمات المالية غير المصرفية وقطاع السياحه مع عودة حركة السياحة.
معايير ورقابة
وبدورها، أوضحت دعاء زيدان، خبيرة أسواق المال بشركة تايكون لتداول الأوراق المالية، أن الاسهم القيادية هي اسهم قوية تم تصنيفها في مؤاشرات في بورصة مصر والخليج وفقا لمعاييرها المالية وحجم سيولتها ويغلب عليها الطابع الاستثماري أكثر مع توزيعها لأرباح دورية في ظل وجود رقابة على ميزانيتها وخططها المستقبلية وهو الأمر الذي يجذب فئة المستثمرين طويلي ومتوسطي الآجل والتي ترغب في الحفاظ علي رأس مالهم المستثمر.
وأشارت إلى أن من أهم القطاعات الدافعية والمناسبة للاستثمار حاليا بالسوق قطاع البتروكيماويات والموارد الأساسية والأدوية والأغذية والإسكان ، كما ينصح بالاستثمار الفترة القادمة في القطاع الصناعي أكثر مع ارتفاع أسعار المعادن والسلع وعودة الحياة الي طبيعتها وهم ما سيؤثر بالايجاب على القطاع ونتائج اعماله.
مخاطر آقل
ومن جانبها، قالت أسماء أحمد، محللة الأسواق لدى شركة بيت المال للاستشارات، إن المستثمرون الاكثر خبرة عادة ما يلجؤن الي الاسهم القيادية في ظل تحقيقها أرباحا سنوية منتظمة مع توزيع أرباح دورية تحمي استثمارات كل من يرغب في استثمار أمواله بشكل آمن ومنخفض المخاطر.
وأوضح أن من هذه القطاعات علي سبيل المثال بالسوق السعودي قطاع البنوك والبتروكيماويات حيث ان اغلب أسهمها عادة ما توزع أرباح سنوية أو نصف سنوية كما تحرص هذه الشركات علي نمو أرباحها من عام الي العام الذي يليه بما يصب في مصلحة المستثمر.